الوطن
الجزائر ترفض إقامة مركز استقبال لـ"الحراقة" على أراضيها
الاتحاد الأوروبي يريد من دول شمال إفريقيا أن تصبح دركيا في وجههم
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 19 أكتوبر 2018
ترفض الجزائر ودول المغرب العربي الأخرى مشروع مقترح الاتحاد الأوروبي إقامة مراكز استقبال المهاجرين غير الشرعيين على أراضيها لمنع وصولهم إلى الضفة الشمالية من البحر الأبيض المتوسط.
وقال وزير خارجية ليبيا محمد طه سيالة الذي يقوم بزيارة رسمية لفيينا في حديث لصحيفة "داي برس" النمساوية، إن بلاده تتعاون مع الاتحاد الأوروبي لإعادة المهاجرين نحو بلدانهم، مشيرا لرفض بعض من تلك الدول لهذه المساعي، وأضاف سيالة إن ليبيا وجاراتها في شمال أفريقيا ترفض المشروع الأوروبي لإقامة مراكز استقبال للمهاجرين على أراضيها، لمنع وصولهم مباشرة إلى الاتحاد الأوروبي، وأكد أن "كل دول شمال أفريقيا ترفض المقترح، تونس والجزائر والمغرب وكذلك ليبيا".
وسبق أن رفضت الجزائر إقامة مراكز استقبال المهاجرين على أراضيها، فقد قال وزير الخارجية عبد القادر مساهل في حوار مع إذاعة فرنسا الدولية: "من المستبعد جدا أن تفتح الجزائر مراكز لإيواء واستقبال المهاجرين على أراضيها. نحن نعاني أصلا من نفس المشكلة ونعمل على إبعاد المهاجرين غير الشرعيين من أراضينا وفق الاتفاقات التي تربطنا مع بلدانهم الأصلية ووفق النصوص والمواثيق الدولية".
وأعلن رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج في 20 جويلية رفضه بشكل قطعي، إقامة مراكز لفرز المهاجرين غير الشرعيين في بلاده، وصرح السراج في حينه "نحن نرفض تماما قيام أوروبا رسميا بوضع مهاجرين غير قانونيين لا ترغب فيهم في بلدنا". وتابع "كذلك، لن نبرم أي صفقات مع الاتحاد الأوروبي للتكفل بمهاجرين غير قانونيين في مقابل المال".
وقرر القادة الأوروبيون في جوان الماضي دراسة إقامة مراكز استقبال للمهاجرين الذين يتم إنقاذهم في البحر المتوسط خارج الأراضي الأوروبية بهدف ضبط تدفق الهجرة باتجاه دول الاتحاد الأوروبي. لكن دول شمال أفريقيا التي كان يفترض أن تستقبل هذه المراكز عارضت المشروع الأوروبي منذ البداية.
ولطالما انتقدت عديد من المنظمات الدولية وعلى رأسها المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة إساءة معاملة المهاجرين في ليبيا. وفي هذا الشأن، قال سيالة بشأن الوضع في مراكز الاحتجاز "نفعل ما بوسعنا ولكن لدينا مشكلات مالية"، وفيما يخص الحد من تدفق المهاجرين إلى ليبيا، قال سيالة إن بلاده وقعت اتفاقات مع تشاد والنيجر والسودان لتعزيز حماية الحدود الجنوبية.
أما بالنسبة لما يمكن أن يفعله الاتحاد الأوروبي لحماية هذه الحدود، اقترح سيالة إرسال "مساعدات لوجستية، سيارات رباعية الدفع، طائرات بدون طيار، مروحيات وربما بعض الأسلحة الخفيفة". وعن المؤتمر المقرر عقده في باليرمو في صقلية في12 و13 تشرين الثاني/نوفمبر حول جهود الاستقرار في ليبيا، قال سيالة إنه "لا يظن" أن المؤتمر سيشكل "منعطفا" بالنسبة لبلاده.
فريد موسى