الوطن

أزمة لحوم حمراء مرتقبة في الأسواق والأسعار مرشحة للارتفاع

بسبب قرار غلق مذبح الرويسو تحضيرا لهدمه

من المتنظر أن تشهد الأسواق، في الفترة المقبلة، أزمة لحوم حمراء حادة بسبب قرار مصالح ولاية الجزار غلق مذبح الرويسو بصفة نهائية، دون توفير بديل، وهو ما سيتسبب في مشاكل كبيرة لأكثر من 1200 متعامل في هذا المذبح.

قررت مصالح ولاية الجزائر بصفة استعجالية غلق مذبح الرويسو بداية من 2 نوفمبر المقبل تحضيرا لهدمه، دون أن توفر ذات المصالح البديل لأزيد من 1200 متعامل في هذا المذبح الذي يعد الأكبر على المستوى الوطني. 

وكحل مؤقت قررت مصالح الولاية تحويل نشاط مذبح روسيو إلى مذبح الحراش، وهو ما رفضه تجار اللحوم الحمراء باعتبار أن مذبح الحراش لا يتوفر على الشروط الضرورية ومساحته صغيرة، بالإضافة إلى افتقاره لمساحة لتسويق اللحوم. 

وطالب أمس تجار اللحوم الحمراء لولاية الجزائر بضرورة رفع التجميد عن مشروع المذبح العصري بالعاصمة، معتبرين أن المذابح الحالية باتت تعاني وضعا كارثيا، حيث تنعدم بها شروط الصحة والنظافة. 

ومع قرار غلق مذبح الرويسو، فإن السوق ستشهد أزمة خانقة في اللحوم الحمراء بداية من الأيام المقبلة. 

وحسب ما أكده أمس رئيس لجنة تجار اللحوم وممثل سوق الجملة للحوم بمذبحة الرويسو، محمد الطاهر رمرام، لـ"الرائد"، فإن غلق مذبح الرويسو ستكون له آثار كارثية على سوق اللحوم الحمراء، مشيرا أن تحويل عمال مذبح الرويسو للحراش أمر غير ممكن من الناحية التقنية، لأن مذبح الحراش لن يتسع لكل العمال، ما يؤثر على عمل المذبح وكذا على الكميات التي كانت تمون السوق، مشيرا أن مذبح الرويسو كان يمون العاصمة وعددا من المدن المجاورة، بالإضافة إلى أغلب المؤسسات والإقامات الجامعية. 

وأشار رمرام أن هذا الوضع يمكن أن يستغل من طرف المضاربين، متوقعا أن يشهد السوق ارتفاعا في أسعار اللحوم الحمراء قد يتجاوز الـ 40 بالمائة. 

من جانب آخر، قال رمرام أن وضع المذابح الحالية بات كارثيا وهذا بسبب عدم توفر شروط الصحة والنظافة، وهو ما يؤثر بالدرجة الأولى على صحة المواطن، مشيرا أن المذابح الحالية التي يمكن أن تكون بديلا عن الرويسو تكاد تكون نسخة واحدة في تصميمها ونمط سير عملها، وأغلبها إن لم نقل جلها لا تتوفر على أدنى الشروط الأساسية واللازمة للذبح، جراء انعدام شروط الصحة والنظافة المعمول بها والمعدات المطلوبة. 

وأكد رمرام أن 8 مذابح من مجموع المذابح المتواجدة مغلقة، نظرا لقدمها على غرار مذبح عين بنيان، بئر خادم وأخرى عرضة لخطر السقوط في أية لحظة، كما هو الشأن بالنسبة لمذبح الشراڤة، الذي أصبح يشكل خطرا على التجار والمهنيين المعرضين لخطر الردم وتلف اللحوم، جراء الرطوبة وانعدام أدنى شروط النظافة، في حين تزاول مذابح أخرى نشاطها حسب رمرام في ظروف لا تطبق فيها المعايير اللازمة، وطالب رمرام مصالح ولاية الجزائر التي استعجلت قرار غلق مذبح الرويسو تحضيرا لهدمه بضرورة توفير البديل وإطلاق مشروع بناء مذبح عصري بالعاصمة يتوفر على كافة الشروط والإمكانيات اللازمة، مشيرا أنه من غير المعقول إبقاء الوضع على حاله بعد هدم مذبح الرويسو.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن