الوطن
فلاحون ينطلقون في الحرث والبذر وعراقيل ترهن نجاح الموسم الفلاحي
مستغلين الأمطار التي تهاطلت على عدد من الولايات في الفترة الأخيرة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 أكتوبر 2018
• موسوني: الطريقة التقليدية لا تزال أهم معرقل لتطور قطاع الفلاحة في الجزائر
انطلق موسم الحرث والبذر هذه السنة في أغلب ولايات الوطن، حيث استغل الفلاحون الأمطار التي تساقطت في الفترة الماضية من أجل مباشرة عملية الحرث، باعتبار أن الأمطار تسهل ذلك، غير أن العديد من المشاكل والعراقيل لا تزال مطروحة كل سنة تستدعي تدخل وزارة الفلاحة لحلها.
وقد استبشر الفلاحون خيرا بالأمطار التي تساقطت في الفترة الأخيرة، مستغلين إياها من أجل مباشرة عملية الحرث مبكرا وربح الوقت، حيث كانت العملية في سنوات أخرى قد تميزت بالجفاف وبالتالي تتأجل إلى غاية نهاية نوفمبر، وهو ما جعل الفلاحين يستغلون الكميات المتساقطة من الأمطار على عدد من الولايات خاصة الشرقية والغريبة من أجل مباشرة موسم الحرث والبذر، خوفا من أن تتميز الفترة المقبلة بحالة من الجفاف.
بالمقابل يراهن الفلاحون على زيادة المساحة المزروعة، غير أن عراقيل ومشاكل لا تزال مطروحة بالقطاع الفلاحي تتعلق بالإمكانيات والدعم كمرحلة أولى، وكذا الإنتاج والتسويق كمرحلة ثانية، قد تقف في وجه تحقيق هذا المسعي.
ورغم أن وزير الفلاحة والتنمية الريفية، عبد القادر بوعزڤي، كان قد تحدث منذ أسابيع عن تدعيم المخطط الفلاحي بسياسة جديدة لدعم الفلاحين، وذلك بمنح آلات حصاد جديدة بعد تسليم آلاتهم القديمة، غير أن الفلاحين وجدوا صعوبات كبيرة في تسلم هذه الآلات من المجمع الجزائري للصناعات الميكانيكية، بسبب تسجيل طلب كبير، وبررت المؤسسة ذلك بعدم إخطارها مسبقا، حيث لم تكن متعودة على هذه الكميات الهائلة من الطلبيات، ما يعني أن تسليم الآلات لن يكون في الوقت المحدد، وهو ما جعل الفلاحين يفضلون عدم الاستفادة من هذا الدعم في الوقت الحالي بدل تعطيل مصالحهم في انتظار تسليم الآلات المتأخرة.
• موسوني: الطريقة التقليدية لا تزال أهم معرقل لتطور قطاع الفلاحة في الجزائر
وعن توقعات نجاح حملة الحرث والبذر، أكد الخبير الزراعي، أكلي موسوني، لـ "الرائد"، أن مديريات الفلاحة عليها مباشرة حملات توعية وتحسيس في أوساط الفلاحين مع انطلاق موسم الحرث والبذر، من أجل حثهم على استعمال البذور المعالجة وتوسيع رقعة المساحات المحروثة، مشيرا أن مباشرة الفلاحين الموسم مبكرا خوفا من حالات جفاف تؤكد مرة أخرى أن الاعتماد على الطريقة التقليدية في الزراعة لا يزال معرقلا لتطور القطاع الفلاحي في الجزائر، مشيرا أن اعتبار عدد من الولايات فلاحية بامتياز هو أمر مضلّل ولا أصل له في الواقع ما دامت الزراعة تعتمد على الوسائل التّقليدية والتقنيات القديمة.
والمفروض، حسبه، وضع سياسة فلاحية شاملة ترتكز على الأسباب الحقيقية للتنمية الريفية المستدامة، وليس مجرد ارتجال لقرارات لا تطور الزراعة، كما أشار موسوني أنه من الضروري توفير المكننة الحديثة وتدريب الفلاحين خاصة الشباب منهم على الوسائل المتطور، وكذا تنقية الآبار ومنح رخص للفلاحين من أجل إنشاء آبار جديدة والسماح باستعمال الآلة الطارقة لحفر الآبار وتطوير البذور المحلية وتشجيع الفلاحين على زراعة البقوليات بدلا من ترك نصف الأراضي من دون زراعة كل سنة.
من جانب آخر، قال موسوني بخصوص الدعم أن هذا الأخير استفاد منه الوسطاء أكثر مما استفاد منه الفلاح الجزائري، مشيرا أنه على الدولة أن توجد آلية جديدة لدعم الفلاح وتوجيه دعم الدولة مباشرة للفلاح دون وسيط كما حصل في 2000، والابتعاد كل البعد عن التوقعات والإحصائيات والتغني بمستوى الإنتاج الذي لا أصل له، والعمل على نشر التكنولوجيات الجديدة في كل المجالات بدءا من تقنيات الحرث، البذر، والسقي واستغلال المجمعات المائية والآبار، مطالبا الوزارة بالابتعاد عن اللاواقعية والعمل على تحسين المنتوج الفلاحي من خلال مكننة القطاع وليس انتظار سقوط الأمطار، داعيا الوزارة الوصية إلى تنظيم ملتقى وطني يشارك فيه الفلاحون الجادون من كل جهات الوطن ومن كل الشركاء المعنيين، لما لكل منطقة من خصائص لا توجد في غيرها من مناطق الوطن.
س. زموش