الثقافي

"الفلاسفة والأنغام": ضدّ تجاهل الموسيقى

أصدر الأكاديمي الجزائري كمال بومنير كتاب "الفلاسفة والأنغام"

مؤخراً، أصدر الأكاديمي الجزائري كمال بومنير كتاب "الفلاسفة والأنغام" (منشورات "دار الأيام"، عمّان) مقدّماً محاولة في تتبّع كتابات الفلاسفة -منذ العصر القديم إلى الفترة المعاصرة- حول الموسيقى، مثل أفلاطون وأرسطو والفارابي وابن سينا من القدماء، وصولاً إلى ديكارت وهيغل وروسو وشوبنهاور ونيتشه وغيرهم من الفلاسفة الذين انشغلوا كثيراً بالمسائل الموسيقية وإشكالاتها في أعمالهم الفلسفية، مقاربين إياها بأسئلة من قبيل: ما طبيعة الموسيقى؟ وما علاقتها بفهم وتفسير العالم؟ وكيف تؤثّر في مشاعر وأحاسيس الإنسان وخياله وتصوّراته الذهنية؟ هل الموسيقى لغة مستقلة ومكتفية بذاتها؟

في حديثه مع "العربي الجديد"، يقول المؤلف: "ليس من شك في أنّه قد كان لكتابات هؤلاء الفلاسفة دور في تأسيس نظريات جمالية في فن الموسيقى، التي كان لها تأثير مباشر أو غير مباشر في مجرى تطوّر الموسيقى نفسها عبر تاريخها الطويل".

هل يأتي هذ العمل معزولاً أم ضمن مشروع متكامل؟ يجيب بومنير: "أشتغل على مجالين معرفيين، الأول متعلقٌ بالنظرية النقدية لـ"مدرسة فرانكفورت" من خلال أجيالها الثلاثة، والثاني هو الجماليات وفلسفة الفنون. والحقُ أنّ هذين المجالين مترابطان في نظري لأنّ مكانة الجماليات والفنون مركزية لدى فلاسفة مدرسة فرانكفورت، بما أنها أسهمت بقسط كبير في إحداث ما يسمى في الفلسفة المعاصرة بالمنعطف السياسي للجماليات The political turn of Aesthetics".

يضيف: "كتابي الأخير يندرج من دون شك ضمن اهتمامي واشتغالي على حقل الجماليات الذي عرف تطوّراً كبيراً في الفلسفة المعاصرة، ولا يخفى على الباحثين والدارسين المتخصّصين في هذا الحقل أنّ الجماليات أصبحت تطرح اليوم العديد من الإشكاليات الفلسفية المنفتحة في كثير من الأحيان على مسائل ومجالات أخرى، علمية أو سياسية أو اجتماعية أو ثقافية".

 

من نفس القسم الثقافي