الوطن
الجزائريون مجبرون على العمل بدوامين لمواجهة الغلاء
باتوا يجمعون بين وظيفتين وحتى ثلاث في وقت واحد
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 11 أكتوبر 2018
• رزيق: 70 بالمائة من العمال يجبرون على الوظيفة الثانية
تزايدت الضغوطات المالية على الجزائريين بشكل كبير، في الآونة الأخيرة، إلى درجة أن أجور العمال أصبحت لا تصمد أزيد من أسبوع تلبية لمتطلبات تتعاظم وأسعار باتت تعرف مستوى واحدا، وهو الارتفاع وفقط، ما جعل العديد من الجزائريين يعملون ليل نهار ويجمعون بين وظيفتين أو ثلاث في آن واحد فقط من أجل توفير لقمة العيش.
• أجور هزيلة والقدرة الشرائية ليست أولوية لدى الحكومة
وقد حوّل الغلاء الذي طال أغلب المنتجات والخدمات في الأسواق الجزائرية أجور عدد كبير من الموظفين إلى منح لا تكفي أسبوعا واحدا، حيث تعيش أغلب الأسر الجزائرية وضعا ماليا محرجا، حيث باتت الأجرة الشهرية التي يتقاضاها أرباب الأسر بمثابة مصروف جيب وليس ميزانية أسرة، بالنظر للغلاء الذي مس أغلب المنتجات والخدمات.
وقد قدر العديد من الخبراء نسبة تدهور القدرة الشرائية للجزائريين منذ بداية 2018 بحوالي 40 بالمائة بسبب الغلاء وبقاء الأجور ثابتة، فلا حديث يدور على مستوى الحكومة حول زيادة مرتقبة في الأجور، بل إن موضوع القدرة الشرائية للجزائيين أصبح لا يمثل أي أولوية بالنسبة لحكومة أويحيى التي يتحاشها مسؤولوها، خلال معظم خرجاتهم، في الفترة الماضية، الحديث عن الغلاء الذي تعرفه الأسواق ووضع أغلب الأسر، ما يعني أن الجزائريين سيستمرون في مواجهة غول الغلاء الذي مس كل شيء بأجور هشة.
• إطارات في النهار وكلونديستان في الليل
ورغم أن القانون الأساسي للوظيفة العمومية واضح وصريح ويمنع الوظيفة المزدوجة وبإمكانه تسليط عقوبات على المخالفين، إلا أن الوضع الحالي والتدني الكبير في القدرة الشرائية للجزائريين بات يرغم العمال على الوظيفة الثانية وحتى الثالثة، حيث بات من غير المحرج بالنسبة لإطارات دولة أو حتى أعوان من داخل سلك الأمن والدرك العمل كسائقي كلونديستان من أجل توفير ميزانية إضافية لأسرهم، في حين اتجه عمال قطاع التربية للتدريس في البيوت وفي المدارس الخاصة والعمل في روض الأطفال، في حين ينشط عمال الصحة ضمن وظائف ثانية تتعلق بالعمل المخبري والعمل في العيادات الخاصة، وهناك من العمال من تلقوا تكوينات في الدهان والترصيص وجعلوا من هذه الحرف وظيفة ثانية بالنسبة لهم. ولا تقتصر المهن الثانية على أرباب الأسر فقط، فحتى النساء بتن يمارسن مهنا إضافية عند عودتهن إلى بيوتهن، فمنهن من تقضي ليلها في صناعة الحلويات التقليدية وأخريات في صنع مختلف المملحات، فيما تجد بعض الموظفات أنفسهن مضطرات للاستيقاظ باكرا وتحضير المعجنات قبل التوجه إلى مقرات عملهن.
• رزيق: 70 بالمائة من العمال يجبرون على الوظيفة الثانية
وفي هذا الصدد، أكد الخبير الاقتصادي، كمال رزيق، أمس، أن أكثر من 70 بالمائة من العمال والموظفين الجزائريين باتوا يتحملون أعباء كثيرة، في حين لا يزال الأجر القاعدي 18 ألف دينار، بينما كل الدراسات والحسابات تؤكد أن الموظف حاليا يجب ألا يقل مرتبه عن 60 ألف دينار لتغطية احتياجاته.
وقال رزيق أن هذه الوضعية دفعت الجزائريين للعمل في أكثر من وظيفة زيادة على استغلال كافة الموارد المالية لأفراد العائلة وحتى المدخرات. وأشار رزيق أن العمال الذين يجمعون أكثر من وظيفة معرضون للطرد من وظائفهم الأصلية، كما أن حقوقهم في الوظيفة الثانية والثالثة مهدرة، مشيرا أن الحكومة عليها الأخذ بعين الاعتبار التغييرات التي طرأت وتأطير الوظيفة الثانية من الناحية الصحية والتقاعد حتى تفتح المجال لتحسين الأجور وتحسين القدرة الشرائية ورفع الاقتصاد الوطني وتحسينه، معتبرا أن الوظيفة الثانية باتت أمرا واقعا ووضعية قائمة بحد ذاتها.
س. زموش