الوطن
الجزائريون يتخوفون من "شتاء" الأزمات والغلاء؟!
التجار بدأوا منذ الآن في تبرير موجات الغلاء بالتقلبات الجوية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 أكتوبر 2018
• حريز: الأسعار مرتفعة "على العام" والأمر لا يتعلق بفترات الانتقال فقط
• بولنوار: سنسجل انخفاضا بداية من منتصف أكتوبر الحالي
تعرف أسعار الخضر والفواكه، هذه الأيام، ارتفاعا كبيرا في أسواق الوطن، وسط تباين التوقعات فيما يخص مستوى الأسعار خلال فصل الشتاء القادم، فالمواطنون يتخوفون من موجة غلاء قد تكون استثنائية، باعتبار أن فصل الشتاء يعد فصل الذروة في الغلاء، بينما يطمئن ممثلو التجار ككل مرة باستقرار الأوضاع، في حين تحذر جمعيات حماية المستهلك من انهيار أكبر في القدرة الشرائية.
شهدت أسعار الخضر والفواكه، هذه الأيام، ارتفاع كبيرا حيث تجاوز سعر الطماطم 150 دج للكلغ في أسواق العاصمة، والخس 90 دج، البطاطا 90 دج، الخيار والكوسة 100 دج، والجزر واللفت بلغا 80 دج.
وتحجج بعض التجار بالتقلبات الجوية الأخيرة التي شهدتها عدد من الولايات، الأمر الذي جعل الأسعار ترتفع، وهو أكثر ما يخيف المواطن ونحن مقبلون على فصل شتاء يتوقع أن يكون مليئا بالتقلبات الجوية، ما قد يجعل موجات الغلاء تستمر طيلة الستة أشهر المقبلة وتكون أكثر حدة من تلك التي عرفناها خلال فصل الصيف الماضي، كما حمل البعض مسؤولية هذه الزيادة إلى سياسة المضاربة والاحتكار التي يتفنن فيها بعض التجار، فيما أرجعها آخرون إلى المرحلة الانتقالية بين الفصول، حيث يتراجع حجم المواد الفلاحية الخاصة بموسم الصيف، ليبقى المواطن البسيط في ظل هذه الأوضاع المتضرر الوحيد، بينما يكشف ارتفاع أسعار الخضر والفواكه كل مرة عجز السلطات المعنية وعدم قدرتها على التحكم في السوق وضبط أسعار هذه الأخيرة.
• بولنوار: سنسجل انخفاضا بداية من منتصف أكتوبر الحالي
وعن هذا الارتفاع في الأسعار، أكد رئيس جمعية التجار والحرفيين، الحاج طاهر بولنوار، أن هذا الارتفاع سببه قلة العرض، مشيرا في تصريح لـ"الرائد" إلى تراجع كميات المحاصيل الزراعية في الفترة الحالية، وذلك منذ نهاية شهر أوت الماضي، مؤكدا أن الأمر يتعلق بتراجع حجم المواد الفلاحية الخاصة بموسم الصيف، في انتظار الشروع في جني المحاصيل الشتوية، انطلاقا من منتصف شهر أكتوبر الحالي.
وقال بولنوار أنه وبما أننا نمر بمرحلة انتقالية بين فصل الصيف والخريف، فإن المحاصيل الزراعية تبدأ في النفاد في انتظار دخول المحاصيل الشتوية المعروفة، على غرار الحوامض بالنسبة للفواكه والخضر الموسمية.
كاشفا أن أسعار الخضر ستشرع في الانخفاض بداية من منصف أكتوبر الحالي.
وأضاف المتحدث أن البطاطا هي الأخرى ستشهد انخفاضا في الأسعار شرط تحريرها في الوقت المناسب من غرف التبريد، ليؤكد بولنوار أن الفترات الانتقالية دائما ما تتسبب في ارتفاع للأسعار بسبب غياب مخطط إنتاج زراعي يضمن استقرار تموين أسواق الجملة على مدار السنة.
• حريز: الأسعار مرتفعة "على العام" والأمر لا يتعلق بفترات الانتقال فقط
من جهته، اعتبر رئيس جمعية حماية المستهلك، زكي حريز، أن الأسعار باتت تشهد الارتفاع طوال السنة، نافيا أن تكون مرحلة الانتقال من فصل إلى آخر هي السبب في التهاب الأسعار، مؤكدا أن ما ينقص في الجزائر هو التخطيط وغياب نظرة مستقبلية شاملة، تساهم في المحافظة على استقرار الأسعار للحفاظ على جيب المستهلك البسيط.
وقال حريز أن ارتفاع الأسعار سببه المضاربة بالإضافة إلى نقص الأسواق الجوارية والبلدية، ما يدفع تاجر التجزئة إلى رفع الأسعار لتحقيق هامش ربح كبير في ظل الارتفاع الكبير في أسعار كراء المتاجر والتي تتجاوز 40 ألف دينار جزائري في بعض الأحياء البسيطة، متسائلا عن أسواق البلدية التي كان من شأنها ضمان استقرار أسعار الخضر والفواكه.
وقال حريز أن تخوف المواطنين من استمرار هذا الغلاء طيلة فصل الشتاء هو أمر مبرر باعتبار أننا دائما ما نشهد موجات غلاء متتالية خلال هذا الفصل بسبب التقلبات الجوية، مضيفا أن الفرد الجزائري سيكون عاجزا عن تسيير متطلباته الأسرية نظرا لحالة اللا استقرار التي تشهدها شعبة الخضر والفواكه بشكل متكرر، متسائلا في السياق عن دور دواوين ضبط الخضر والفواكه التابعة لوزارة الفلاحة.
دنيا. ع