الوطن

15 دقيقة من الأمطار تغرق العاصمة...!

اعتبرت إنذارا للمسؤولين فيما حمل هؤلاء المواطن مسؤولية ما حدث

المركز الوطني لعلم المناخ: تساقط أمطار غزيرة في أغلب الولايات في الفترة القادمة 

 

تسببت الأمطار التي تهاطلت على العاصمة وضواحيها، ليلة أمس الأول، لمدة لا تتجاوز الـ 15 دقيقة، في فيضانات وسيول شلت حركة السير عبر الطرقات وتسرب للمياه إلى العديد من المنازل، وتسببت في خسائر للمواطنين والتجار بعدة أحياء، كإنذار للمسؤولين الذين تهاونوا في تنظيف وتنقية البالوعات، في حين تحول الوضع إلى محل سخرية من طرف الجزائريين.

كما كان متوقعا، أدت الأمطار الرعدية التي تهاطلت، ليلة أمس الأول، إلى خسائر مادية كبيرة في عدة أحياء بالعاصمة، كما أحدثت سيولا شلت حركة السير بعدة طرقات وكذا تسرب الماء إلى المنازل، عبر مختلف أحياء بلدية حسين داي، خاصة على مستوى حي المعدومين، ما استدعى تدخل فرق الحماية المدنية.

فيما سجلت الضاحية الشرقية للعاصمة وبالضبط على مستوى باب الزوار والخروبة، أيضا، انسدادا على مستوى الطرقات، وذلك بسبب ارتفاع منسوب المياه. ولم يسلم مستشفى بارني في حسين داي، هو الآخر، من مشكل تسرب الأمطار وارتفاع منسوب المياه عبر أقسامه وغرف المرضى، حيث كشفت فيديوهات تم تداولها عبر الفايسبوك، حالة الذعر التي عاشها المرضى هناك بسبب تسرب المياه إلى غرفة خاصة على مستوى قسم طب الأطفال.

وتناقلت عدة صفحات بشبكات التواصل الاجتماعي صورا لأحياء وطرقات غرقت في المياه بعد أمطار طوفانية، ولم يستغرق تساقط الأمطار سوى بضع دقائق، وهو ما يوضح حالة إهمال المسؤولين، بينما حمل هؤلاء المسؤولية للمواطن، حيث قال مدير الأشغال العمومية بالجزائر العاصمة، عبد الرحمان رحماني، في تصريحات صحفية، إن السبب الرئيسي لغلق الطرقات والأنفاق جراء الأمطار الغزيرة التي عرفتها العاصمة، مردها الحجارة والأتربة المرمية.

موضحا أن النفايات التي يرميها بعض المواطنين تشكل سببا رئيسيا في انسداد البالوعات، وهو ما يفسر حدوث فيضانات أثناء تساقط الأمطار.

ورغم أن هذه التبريرات منطقية نوعا ما، بالنظر لما وجده بعض عمال النظافة، أمس، على مستوى البالوعات، حيث عثر عمال النظافة على جلود الأضاحي مرمية داخل بالوعات الصرف الصحي بالعاصمة، ونشرت الصفحة الرسمية لولاية الجزائر صورا تظهر سبب انسداد بعض البالوعات، إلا أن ذلك لا ينفي المسؤولية عن المسؤولين المحليين الذين تأخروا عن أداء دورهم في تنظيف وتنقية البالوعات التي باتت السبب الرئيسي في خطر الفيضانات.

 

المركز الوطني لعلم المناخ: تساقط أمطار غزيرة في أغلب الولايات في الفترة القادمة 

 

إلى ذلك أشارت التوقعات الموسمية للمركز الوطني لعلم  المناخ أن الأمطار ستكون "عادية الى قليلة" في بعض مناطق الوطن بين شهري  أكتوبر و ديسمبر في حين أنها "ستتجاوز" معدلها المناخي في مناطق أخرى. 

وأفاد مدير المركز صالح صحابي عابد ان  كميات الأمطار خلال شهر أكتوبر ستكون " عادية الى قليلة" على مناطق الوطن، وأوضح أن "الأمطار ستكون قليلة على منطقتي الوسط و الغرب الى غاية  غرب الصحراء و عادية على بعض الولايات الساحلية بأقصى الشرق و المناطق الشرقية  الداخلية و على باقي الوطن".

و خلال شهر نوفمبر،  ستكون كميات الامطار " قليلة" على وسط و شرق المناطق  الواقعة شمال البلاد (سيما على السواحل) و " غزيرة بشكل غير عادي" على السواحل الغربية، أما في شهر ديسمبر, فان كمية تساقط الأمطار " ستتجاوز" المعدل المناخي شرقا و ستكون " قليلة" بالوسط على غرار الجزائر و تيبازة و " عادية" بالنسبة لباقي  الوطن.

و بخصوص درجات الحرارة, فستكون عموما "عادية" طيلة هذه الفترة باستثناء  ولايات الجنوب الكبير التي من المنتظر أن تسجل درجات"باردة أكثر" مقارنة  بالمعدلات المناخية حسب مدير المركز التابع للديوان الوطني للأرصاد الجوية. 

وقد تكون كميات الأمطار خلال شهر أكتوبر "قليلة على أغلب المناطق الساحلية بالوسط و المنطقة الغربية من الوطن و ذلك من الشمال الى  الجنوب الغربي للصحراء الى غاية بشار"، وبين أن احتمال تسجيل كميات أمطار أقل من المعدل المناخي  المسجل عادة بهذه المناطق "ستقارب 60 بالمئة".

و بالمنطقة الشرقية, فان الأمطار المنتظرة على المناطق الساحلية والهضاب العليا ستكون " عادية" على غرار قسنطينة و الطارف و سوق أهراس  و قالمة و سطيف  و باتنة و بسكرة. كما ستكون " عادية" بالجنوب الشرقي و أقصى  جنوب الوطن.

و في شهر نوفمبر, فان كميات الأمطار المنتظرة " قد تكون قليلة على أغلب  المناطق الساحلية لمنطقة الوسط مثل الجزائر العاصمة و بومرداس و تيزي وزو الى غاية الطارف شرقا و بعض الولايات بمنطقة الهضاب العليا شرقا  على غرار ميلة و قالمة و قسنطينة و سوق أهراس" في حين أنه بغرب  الوطن اي بكل من مستغانم و تلمسان مرورا بوهران و عين تيموشنت " ينتظر تساقط  كميات أمطار تتجاوز نسبة احتمال سقوطها 60 بالمئة".

وينتظر تساقط كميات " عادية" على باقي مناطق الوطن خلال هذا الشهر، و بالنسبة لشهر ديسمبر, فان كميات الأمطار "ستفوق" المعدل على أغلبية المناطق  الساحلية و الهضاب العليا بشرق الوطن مثل جيجل و سكيكدة  و عنابة و الطارف و سطيف و قسنطينة و سوق أهراس و قالمة.

ويتوقع أن تسجل ولايات أخرى "شحا" في كميات تساقط  الأمطار مثل الجزائر العاصمة و تيبازة و بومرداس و البيض و الأغواط في حين أن الوضع سيكون "عاديا" بالنسبة لباقي الوطن خلال الشهر نفسه.

وبخصوص درجات الحرارة، فإنها ستكون "عادية" خلال شهر أكتوبر على مجمل الجزء  الشمالي للوطن إلى غاية شمال الصحراء و "تحت المعدل" المناخي العادي بكل من  غرداية و ورقلة وإليزي و شمال تمنراست في حين ستكون درجة الحرارة الوسطى للشهر  فوق المعدل.

وبالنسبة لشهر نوفمبر، ستكون درجات الحرارة الوسطى "عادية" بشمال السواحل نحو الداخل في حين سيسجل شمال الصحراء درجات حرارة "أدنى بكثير" من درجات الحرارة  العادية على غرار البيض و الأغواط و غرداية و ورقلة و بشار و تندوف حسب  معطيات المركز.

أما المناطق الواقعة بأقصى جنوب تمنراست و إليزي، فستسجل درجات حرارة تفوق المعدلات المعتادة لهذا الشهر، وستكون درجات الحرارة الوسطى لشهر ديسمبر على غرار شهر نوفمبر عادية بشمال السواحل نحو الداخل إلى غاية شمال الصحراء.

وستكون درجات الحرارة الوسطى المنتظرة بوسط الصحراء و شرقها "أدنى" من درجات  الحرارة العادية كما هو الشأن بالنسبة لغرداية  و ورقلة و إليزي و عين صالح و شمال أدرار و ستكون "عادية"  بأقصى جنوب الوطن. 

وأكد صحاب أن نشرية التوقعات الموسمية "ستساعد السلطات  المحلية على استباق قراراتهم لتفادي مشاكل الفيضانات الناجمة على سبيل  المثالي إلى كميات الأمطار المعتبرة  المنتظرة على مستوى بعض المناطق لاسيما  في نوفمبر على الساحل الغربي وفي ديسمبر في المنطقة الشرقية، وأوضح أن "التوقعات الموسمية تسمح بالاطلاع على النشاط الموسمي وعلى كميات الامطار المتساقطة و درجات الحرارة المسجلة مقارنة بالكميات و القيم العادية".

وقال إن التوقعات الموسمية "لا يمكن في أي حال من الاحوال أن تكون عنصرا  بديلا لنشريات مناخية أخرى"، وأكد "في هذا الشأن وبالنسبة للتوقعات اليومية أو على المدى المتوسط (1 إلى 3  أيام)، يجب متابعة نشريات التوقعات المناخية و الإنذارات وكذا خريطة اليقظة  الصادرة عن مصالح الأرصاد الجوية الجزائرية".

وذكر في هذا الصدد بأن مصالح الأرصاد الجوية "عززت قدراتها في مجال التوقعات  الموسمية لتحسين دقة وجودة التوقعات المناخية على المدى الطويل (السلم الشهري و الموسمي).

دنيا. ع/فريد. م

 

من نفس القسم الوطن