الوطن

رابطة حقوق الإنسان تحذر من تفاقم مشكل النقل المدرسي

دعت الحكومة إلى ضرورة إيجاد الحلول اللازمة لمواجهة الأزمة

كشف تقرير للرابطة الجزائرية لحقوق الانسان أن حافلات النقل المدرسي سواء الممنوحة من طرف وزارة التضامن الوطني أو وزارة الداخلية و الجماعات المحلية لم تصل بعد إلى مستوى يضمن تغطية شاملة لتنقل تلاميذ المناطق الريفية و النائية، و أن الإحصائيات التي تنشرها السلطات المعنية تفتقد لكثير من المصداقية، كما أن المعايير التي يتم بموجبها توزيع الحافلات على البلديات صارت غير معلومة ، ما يفتح المجال لتغلغل المحاباة و البيروقراطية و الوساطة في الظفر بحافلات النقل المدرسي بعد ان استغلت لأغراض اخرى .

شكك التقرير في ما أعلنته الدولة حول القضاء على معاناة التلاميذ في النقل المدرسي من خلال  توفير 3500 حافلة للنقل المدرسي لفائدة التلاميذ للتكفل الأمثل بتنقلهم ، بقيمة 25 مليار دينار ، في ظل التحضير  بتسليم 2000 حافلة قبل نهاية عام 2018 ، على أن توزع 1500 حافلة العام المقبل ، و ذلك في خطوة لتعزيز خدمة النقل المدرسي ، حيث تساءلت الرابطة على لسان الأمين الولائي المكلف بالعلاقات العامة بالشلف بناط يونس  "حول المعايير التي سيتم من خلالها توزيع هذه الحافلات على البلديات . .

وقال "أن الواقع يدل على أنها عجزت عن حل أزمة النقل المدرسي و لم تستطع تلبية حاجيات النقل لتلاميذ القرى و المناطق النائية في جميع الأطوار التعليمية، و تؤكد الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان من خلال مكتبها في ولاية الشلف ، أن معظم بلديات الولاية عجزت عن القضاء على أزمة النقل المدرسي رغم التنسيق مع وزارة التضامن بخصوص هذا الأمر ، و قد وصل العجز حسب مصادر مقربة الى حوالي 120 حافلة نقل يمكن من خلالها توفير جو مريح لتلاميذ المناطق النائية ، و أمام هذا الوضع فإن المجالس البلدية المنتخبة صارت تخصص مبالغ مالية من ميزانية البلدية تتعلق بإقتناء حافلات أو تأجيرها من متعاملين خواص عبر اتفاقية مبرمة ، في إنتظار الاستفادة من كوطة من حافلات وزارة التضامن الوطني .

ويرى بناط "ان هناك حالات عديدة تشهدها بعض بلديات الولاية تتعلق باستغلال حافلات النقل المدرسي في نقل العمال و الموظفين ، و تنقل الفرق الرياضية ، بل يصل الأمر إلى شحن المستلزمات و الأجهزة و في ذلك فترة الموسم الدراسي ، و هو ما يمثل خرقا للأهداف التي خصصت من اجلها هذه الحافلات ، و لعل هذا أحد أسباب كثرة الأعطاب و الإهتراء .

 

نقص فادح في حافلات النقل المدرسي

 

و في هذا المجال ، يؤكد بان النقل المدرسي مشكل عويص يواجه التلاميذ وأولياءهم، حيث تعود أضرار غياب وسائل النقل خاصة المدرسي منها على التلاميذ الذين يجدون صعوبة بالغة في التنقل إلى مدارسهم، فغيابها يجبر أولياء التلاميذ على أخذهم بنفسهم للمدرسة، خوفا من تعرضهم لمختلف حوادث المرور بسبب سيرهم لمسافات طويلة للوصول إلى مكان تحصيلهم الدراسي الذي يقل من سنة لأخرى بسبب مشكل النقل، فضلا عن خوفهم من تعرض أولادهم لمختلف الاعتداءات نتيجة خروجهم من المنزل صباحا للالتحاق بالمدارس التي في الكثير من الأحيان ما تكون بعيدة عن مقر سكناهم. هذا وقد أبدى جل سكان قرى ومداشر ولاية الشلف استياءهم وتذمرهم الشديدين تجاه النقائص التي يزاول تلامذتهم خلالها دراستهم، وهو ما يؤثر سلبا على تحصيلهم الدراسي، وفي هذا الصدد يطالب أولياء التلاميذ من السلطات المعنية توفير النقل المدرسي من أجل إراحة أبنائهم من العناء اليومي والمشقة التي يتحملها التلاميذ.

يأتي هذا في ظل وجود حافلة أو حافلتين فإنك ستكون أمام مشهد معتاد و هو حافلة من 29 مقعد تستوعب حوالي 40 تلميذا ، كما أن هناك حالة من التدافع الدائم بين التلاميذ من اجل الظفر بمكان في الحافلة خوفا من غياب الحافلة الثانية ، و هو الذي صرنا معتادين عليه ( على حد تعبير التلاميذ.

و أمام هذا النقص في توفير النقل المدرسي للتلاميذ ، فإن مناطق عديدة صارت تطالب بتوفير حافلات لضمان وصول تلاميذ المناطق النائية الى مؤسساتهم التربــوية ، أمام عجز الـدولة على بناء مؤسسـات في مناطق سكناهم ، و عجز العائلات على توفير المصاريف اليومية لأبنائهم خاصة مع ارتفاع أسعار النقل غير المدروسة ، و هو ما عرفته على سبيل المثال منطقة القلعة الواقعة أعالي بلدية أبو الحسن العام الماضي بعد غلق تلاميذ الطورين المتوسط و الثانوي للطريق الولائي رقم 44 مطالبين بضرورة توفير النقل المدرسي على اعتبار ان المتوسطة و الثانوية تبعد عن المنطقة أكثر من حوالي 3 كلم.

عثماني مريم

 

من نفس القسم الوطن