الوطن

الدراجة النارية... خيار الجزائريين لمواجهة غلاء السيارات وأعباء الوقود

اقتناؤها تضاعف بشكل كبير في الفترة الأخيرة

تحولت الدراجات النارية إلى خيار الكثير من الجزائريين بعدما أرهقت تكاليف البنزين جيوبهم، وحول اكتظاظ الطرقات يومياتهم إلى "كوشمار" حقيقي، حيث أصبحت تمثل بديلا أقل تكلفة، ما جعل الإقبال على اقتنائها يتضاعف في السنوات الأخيرة، وهو ما فتح شهية العديد من المستثمرين من أجل إنشاء مشاريع تركيب محليا.

وتسجل الدراجات النارية في الطرقات والشوارع، هذه الأيام، حضورا واسعا خاصة في المدن الكبرى، نظرا لاعتبارها وسيلة نقل أكثر توفيرا من السيارة، وكذا قدرتها على اختراق الاختناقات المرورية، حيث أصبح الدراجون يسابقون السيارات ويسلكون جميع الطرق، ولم يسلم منهم حتى رصيف الشارع. وقد تضاعف الإقبال، في هذه الفترة، على اقتناء الدراجات النارية.

وكشفت إحصائيات ارتفاع واردات الجزائر من الدراجات النارية وقطع غيارها، ما أنعش السوق وجعل عددا من المستثمرين يتسابقون لإقامة مصانع لها بالجزائر، غير أنهم اصطدموا بعراقيل وصعوبات في الميدان.

وحسب مستعملي السيارات، فإن تعبئة خزان السيارة بقيمة 1000 دج لم تعد تكفي لتغطية تنقلات الأسبوع، بل الأغلبية تستهلكها في ثلاثة أو أربعة أيام، خاصة بالنسبة لمستعملي البنزين.

وهو ما دفع بالكثيرين إلى العودة إلى الدراجة النارية. وفي نظر مستعمليها فهي أكثر فعالية في التنقل، خاصة مع كثرة الازدحام في المدن وانسداد حركة المرور، والدراجة يمكن ركنها في أي مكان عكس السيارة التي يواجه أصحابها صعوبة كبيرة في الظفر بأماكن للتوقف، كما يجدون أنفسهم تحت رحمة وجشع أصحاب الحظائر الفوضوية، عكس أصحاب الدراجات الذين يجدون سهولة في التحرك والركن وقضاء حوائجهم.

من جانب آخر، فإن العديد من الجزائريين تخلوا عن سياراتهم وباتوا يفضلون التنقل عبر القطارات والمترو والترامواي وحتى وسائل النقل الجماعية، بدل استعمال سياراتهم، مؤكدين أن ما يدفعونه في وسائل النقل لا يمكن مقارنته مع ما يصرفونه يوميا لو استعملوا سياراتهم.

وأفصح مواطنون لـ"الرائد" أن تنقلاتهم اليومية باتوا يحسبون لها ألف حساب، حيث انتهى بالنسبة لهم عهد التنقل بالسيارة من أجل شراء الخبز والحليب، وأصبحوا يتنقلون مشيا على الأقدام أو باستعمال وسائل النقل في المسافات القريبة.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن