الثقافي

"النقد الاجتماعي": تأريخ أسباب سقوط الأندلس

بحلول القرن العاشر الميلادي، بدأ الحكم الإسلامي في الأندلس في الضعف وتراجع نفوذه نتيجة الخلافات داخل أركان حكمه حيث شهدت تلك المرحلة عدّة انقلابات وبداية الفتن داخل الدولة، ما سهّل لاحقاً انقسامها إلى دويلات وطوائف.

يقارب الباحث المصري عادل يحيى عبد المنعم في كتابه "النقد الاجتماعي عند المؤرخين والكتّاب الأندلسيين" الذي صدر حديثاً عن "الهيئة المصرية العامة للكتاب" في القاهرة، أسباب سقوط الأندلس من خلال تتبع كتابات عدد من المؤرخين في تلك الحقبة.ينطلق الكتاب من مؤلّفات الشاعر واللغوي والطبيب عبد الملك بن حبيب (790 – 853) الذي يعدّ أول مؤرخ أندلسي، وقدّ وضع من الكتب في الأنساب والفلك والأخلاق لكن لم يصل منها إلا مخطوطه "التاريخ" الذي توجد نسخة منه في "جامعة أكسفورد"، ويتناول فيه الخلافة الإسلامية منذ بدايتها وحتى دخولها إلى الأندلس، مفصّلاً تاريخ سيرة كلّ خليفة وكبار موظفي الدولة من القضاة والولاة.

ظهرت ملامح النقد، بحسب الباحث، لدى عدد من الشعراء والكتّاب الذين كتبوا قصائد تهجو ظلم بعض الحكام واستبدادهم، حيث تشير المصادر إلى ابن الكردبوس الذي وصف ملوك الطوائف في أشعاره مستفيضاً في ذكر سياساتهم الظالمة وغفراطهم في فرض الضرائب بغير حق، وتقاعسهم عن صد العدو الذي اقتطع أجزاء من دولهم وهم مشغولون عنه في مجالس اللهو.كما ظهر أيضاً كتّاب مثل ابن غصن وعبد الله بن بلقين السميسر واليكي وابن الأبيض وابن مغاور أبو الحسن بن طراوة وابن البني وابن سارة الشنتريني، الذين لم يكتف بنقد أهل السياسة بل هاجموا العديد من الفقهاء والقضاة لتبريرهم طغيان الملوك وتلقيهم الرشى وتكالبهم على أمور الدنيا، وبرزت في بعض الكتابات انتقادات لبعض الطوائف والأعراق واتهامهم بموالاة الحكام.

يرصد عبد المنعم النقد الاجتماعي عند مؤرخي وكتاب الأندلس منذ القرن الثالث الهجري حتى نهاية الخلافة الأموية، والنقد الاجتماعي عند مؤرخي وكتاب الأندلس في عصر الطوائف، والنقد الاجتماعي في عصر سيادة غرناطة والنقد في مجمل الكتابات حتى انهيار مملكة غرناطة في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي.

 

من نفس القسم الثقافي