الوطن

"الشيخوخة" تهدد قطاع الفلاحة

في ظل هجرة اليد العاملة من الشباب ونقص المكننة

موسوني: مشاكل الفلاحين التي كانت تقنية بحتة تحولت إلى أزمة عمالة بالدرجة الأولى

 

يعد مشكل شيخوخة الفلاحين من بين أبرز المشاكل التي تعيق تطور قطاع الفلاحة، وهو ما بات يقلق الحكومة خاصة في ظل نقص المكننة والإمكانيات المادية لتطوير هذا القطاع، ما جعل التعويل عليه لإنعاش الاقتصاد الوطني أمرا غير ممكن حاليا.

حذر، الخبير الفلاحي، أكلي موسوني، في تصريح لـ"الرائد"، من تداعيات الأزمة التي يعانيها القطاع الفلاحي، في شقه المتعلق بهجرة اليد العاملة بسبب عزوف الشباب عن هذا النشاط، مشيرا أن قطاع الفلاحة يعاني الشيخوخة خاصة في ظل نقص المكننة.

وقال الخبير الفلاحي أن الفلاحة لم تعد تستهوي اليد العاملة التي هجرت المستثمرات الفلاحية، وبالتالي فإن مشاكل الفلاحين التي كانت تقنية بحتة تحولت إلى أزمة عمالة بالدرجة الأولى. وبلغة الأرقام، قال موسوني أن قطاع الفلاحة يوظف 287 ألف شخص منهم 268 ألف من الرجال و19 ألفا من النساء، ويمثلون 4,5 في المائة من اليد العاملة الإجمالية. أما في المناطق الريفية، فإن تعداد العاملين في القطاع الفلاحي يقدرون بـ 849 ألف أو ما يمثل 25,1 في المائة من تعداد اليد العاملة النشطة، منهم 773 ألف من الرجال و76 ألفا من النساء، وهو رقم ضعيف مقارنة بسنوات ماضية كانت فيها الفلاحة تشغل أكثر من مليوني عامل.

وحسب موسوني فإن أسباب عزوف الشباب عن خدمة الارض متعددة، وأهمها هي آليات التشغيل التي تنتهجها السلطات وخاصة جهاز تشغيل الشباب المعروف بـ"أونساج".

فالشباب باتوا يتهافتون على المشاريع المريحة والتي تدر أرباحا بعيدا عن مشاق خدمة الأرض.

وفي ذات السياق، اعترف ذات المتحدث بأن ظاهرة هجرة الفلاحة من قبل الشباب ساهم في "شيخوخة" المهنة. وما زاد من حدة الأمر، النقص في المكننة التي بإمكانها أن تعوض نوعا ما شيئا من اليد العاملة، مؤكدا أن الفلاحين يواجهون مشاكل كبيرة في غرس وجني محاصيلهم الفلاحية، لأنهم غالبا ما يلجأون إلى بيع منتوجاتهم مبكرا حتى قبل جنيها لأشخاص من خارج القطاع قصد التخلص من مشكل العمالة، ما ينعكس سلبا على أسعارها من خلال تعدد الوسطاء، حسبه.

هذا وتعد شيخوخة قطاع الفلاحة مصدر قلق بالنسبة للحكومة، حيث سبق لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، في إحدى رسائله بمناسبة الجلسات الوطنية للفلاحة التي نظمت أفريل الماضي، أن انتقد ظاهرة عزوف الشباب عن مهن الفلاحة واقتصارها على فئات تقدم بها السن، مناشدا الشباب الاهتمام أكثر بهذا النشاط المربح لأصحابه، كما أمر بوتفليقة مختلف الجهات المعنية في الدولة بإعـطاء المزيد من المكانة للتكوين في مجال الفلاحة وفروعها على مستوى مختلف أطوار المنظومات الجامعية والتكوينية، وكذا الهيئات المكلفة بدعم تشغيل الشباب بتوجيه جهدهم لفائدة قطاع الفلاحة.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن