الوطن
مفترقات الطرق... هنا "يمرض" الجزائريون!
تحولت إلى نقاط سوداء بسبب الازدحام الناتج عن غياب الإشارات الضوئية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 24 سبتمبر 2018
• بوشريط: الإشارات الضوئية أكثر أولوية من كاميرات المراقبة
• أودية: الإشارات الضوئية يمكنها تقليص حالات الازدحام بنسبة 10 بالمائة
باتت مفترقات الطرق بالجزائر بمثابة نقاط سوداء وكابوس للسائقين بسبب الاكتظاظ الناجم عن غياب الإشارات الضوئية، فرغم أن هذه التكنولوجيا قديمة وغير مكلفة إلا أن الجزائر لا تزال بعيدة عنها في تنظيم سير الطرقات، وهو ما أفرز واقعا أسود ومعاناة يدفع السائقون ثمنها.
تعرف العديد من الطرقات ومفترق الطرق في أغلب ولايات الوطن نقصا فادحا في الإشارات الضوئية، وإن وجدت فالعدد لا يتوافق ومساحة المدينة وعدد الطرقات التي هي بحاجة لهذه التقنية، أو أنها ذات الطراز القديم الذي أكل عليه الدهر وشرب، أما عن إشارات المرور الضوئية الذكية التي تغزو العالم فهي غائبة في طرقاتنا بالرغم من توفير الدولة لكل الإمكانيات اللازمة لإيجاد حلول لمشاكل الحركة المرورية التي أصبحت تنهك يوميات الجزائريين، وتصنع لهم مختلف مشاهد الصعوبات سواء في دراستهم أو عملهم، ما جعل الكثير من الخبراء في مجال السلامة المرورية، يطرحون أكثر من سؤال عن سبب عدم تفعيل هذه التكنولوجيات الحديثة في تنظيم سير الطرقات في الجزائر، خاصة وأن لها دورا هاما في تحذير سائقي السيارات والراجلين على حد السواء، وبسبب غياب هذه الإشارات يبقى السائق الجزائري يشتكي من الازدحام الخانق في مفترقات الطرق، باعتبار الاختلاف الحاصل بين العمل اليدوي والعمل الآلي، وما قد ينجر عن ذلك من مشاكل، في حين يبقى السؤال الأكبر المطروح هو الذهاب مباشرة للاعتماد على كاميرات المراقبة بالرغم من أهميتها، وتجاهل دور الإشارات الضوئية.
• أودية: الإشارات الضوئية يمكنها تقليص حالات الازدحام بنسبة 10 بالمائة
وفي هذا الصد، عبر أمس رئيس الاتحادية الوطنية لمدارس تعليم السياقة، زين الدين أودية، في تصريح لـ"الرائد،" عن استغرابه من افتقاد جل ولايات الوطن وعلى رأسها العاصمة للإشارات الضوئية عبر أكبر طرقاتها، ماعدا عدد محدود يعد على الأصابع، مشيرا أنه حتى العدد الموجود عبر كل ولايات الوطن يتميز بانتماء أضوائه للجيل القديم والتقليدي، في حين أن الأضواء المستعملة حاليا في إشارات المرور الضوئية عالميا هي أكثر تطورا، وتسمى بالإشارات الضوئية المرورية الذكية لقدرتها السريعة على التأقلم مع حركة السير، وتعمل حسب ضغط الحركة المرورية وعدد المركبات والازدحام الحاصل.
وقال أودية أن الإشارات الضوئية يمكنها تقليص حالات الازدحام بنسبة 10 بالمائة في المدن الكبرى، وعليه طالب رئيس الاتحادية الوطنية لمدارس تعليم السياقة بأهمية العمل بهذا النوع من الإشارات عبر أكبر مفترقات الطرق في جميع الولايات انطلاقا من الولايات الكبرى بما فيها العاصمة، مؤكدا أن المفترقات الصغيرة ليست بحاجة لهذا النوع من الإشارات.
• بوشريط: الإشارات الضوئية أكثر أولوية من كاميرات المراقبة
من جهته، أكد رئيس الفدرالية الوطنية لنقل المسافرين والبضائع، عبد القادر بوشريط، لـ"الرائد"، أن سائقي النقل يعانون يوميا على مستوى مفترقات الطرق بسبب انعدام الإشارات الضوئية، مضيفا أن بعض المفترقات في العاصمة يصل بها حجم الازدحام لمستويات لا تطاق، حيث يضطر السائق للمكوث أكثر من نصف ساعة في ازدحام خانق وهو ما يؤثر سلبا على باقي الطرقات والمحاور.
وقال بوشريط أن الإشارات الضوئية أحسن بكثير من العمل اليدوي للشرطي، فالخطأ في استعمال التقنيات التكنولوجية أقل بالمقارنة، ناهيك عن سهو السائق في بعض الأحيان عن مشاهدة كل إشارات شرطي المرور وما قد يترتب عن ذلك من عقوبات خاصة في ظل قانون المرور الجديد.
وقال بوشريط أن التراجع عن استعمال هذه الوسيلة ناجم عن الظروف الأمنية خاصة في العاصمة خلال سنوات سابقة، ومع التحسن الأمني الملحوظ فإنه من الضروري العودة للعمل بالإشارات الضوئية في كل المحاور التي تعد بمثابة نقاط سوداء خاصة في المدن الكبرى، وهو أمر أكثر من ضروري لضمان سيرورة حركة المرور والتقليل من الازدحام، معبرا عن استغرابه من اللجوء لتعميم كاميرات المراقبة عبر الطرقات قبل الإشارات الضوئية، رغم أن هذه الأخيرة تعد الأولوية.
س. زموش