الثقافي

"كي لا ننسى".. موسيقى عربية على أهبة الغياب

يضم مجموعة من التسجيلات لـ إيقاعات تراثية معرضة للاندثار والنسيان

تحت عنوان "كي لا ننسى" يقام حالياً في قاعة "هومبولد" في برلين معرض لـ الموسيقى العربية، يضم مجموعة من التسجيلات لـ إيقاعات تراثية معرضة للاندثار والنسيان إذ ظل تناقلها سماعياً إلى أن جرى توثيقها على يد "مؤسسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية/آمار".

ووفقاً لبيان القيّمين على المعرض فإنه لا يوجد أي أثر مادي ملموس يمكن أن يعطي فكرة واضحة عن ماهية الموسيقى والغناء في الشرق العربي قبل منتصف القرن التاسع عشر. "لهذا فإن التسجيلات التي تبلغ 78 دورة في الدقيقة من العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين هي كنز لا يقدر بثمن؛ فهي تتيح لنا إدراك روح المشهد الفني والثقافي التي كانت موجودة خلال تلك الحقبة" كما يشير بيانهم.

بالنسبة إلى تاريخ التسجيل فقد بدأ عام 1903، حيث انطلقت شركات التسجيل الغربية في مصر ثم في بلاد الشام، وهذه الشركات هي الغراموفون البريطانية، زونوفون، كولومبيا، أوديون الألمانية، بوليفون، باتيه الفرنسية، وبيدافون اللبنانية، وأورفيون التركية، حيث تم إنتاج آلاف من التسجيلات التي أنقذت التراث الموسيقي من الاختفاء.

يعود المعرض إلى عدة تجارب من تلك الحقبة على رأسها، تجربة الشيخ يوسف المنيلاوي الذي يعتبر أشهر من غنّى في عصر النهضة العربية، وقد قامت شركة بيكا الألمانية للتسجيلات بابتكار خط تسجيل مخصص له وحده تحت عنوان "سمع الملوك" عام 1906.

كما يتوقف "كي لا ننسى" عند شعراء السيرة الهلالية وطرق تقديمها غنائياً، وهي كما هو معروف قصيدة ملحمية شفوية تروي قصة هجرة قبيلة بني هلال البدوية إلى شمال أفريقيا من الجزيرة العربية في القرن العاشر.

بدأ غناء الملحمة في القرن الرابع عشر من قبل شعراء متعاقبين، حرصوا على إضافة أبيات من تأليفهم الخاص حتى أصبحت اليوم تبلغ آلاف الأبيات.

وبحسب القائمين على المعرض فإن الشعراء الشعبيين الذين يعرفون مجمل السيرة اليوم قليل جداً، وتعتبر الملحمة الهلالية فناً شعرياً غنائياً قائماً بذاته لكنه يواجه الانقراض اليوم.من المعرض

من التراث الموسيقي الذي يوثق له المعرض أيضاً موسيقى منطقة الجزيرة السورية، وهي كما يصفها بيان المعرض "بوتقة حقيقية يسكنها أناس من أعراق وأديان ولغات مختلفة، وقد تعرض السكان للعديد من الهجرات خلال القرن الماضي وحتى يومنا هذا".

الموسيقى والغناء هي الروابط التي تحافظ على ثقافة هذه المجتمعات المتناثرة حية. وكثيراً ما اعتادوا على التواصل مع بعضهم البعض عن طريق إرسال أفراد الأسرة المشتتين أشرطة الصوت والفيديو لبعضهم، حيث يحتل الغناء فيها مكانة أساسية. من بين المغنين الأشهر في هذه المنطقة: فوزي البكري، ومحمد شيخو، وإدوارد موسى، وحبيب موسى، وإبراهيم كيفو.

من أبرز أشكال الموسيقى التي يستعيدها "كي لا ننسى" تراث الكاولية الغنائي وهم الغجر الذين هاجروا من الهند إلا العراق قبل ألف سنة، كما يتطرق المعرض إلى غناء وموسيقى الموالد الصوفية في مختلف البلاد العربية.

يفرد القائمون على المعرض مساحة لموسيقى الاحتفال بمرور العذراء في جبل درنكة في صعيد مصر، حيث يقام موكب يغنى خلاله ترانيم خاصة من الثناء على مريم العذراء مع ألحان تحتوي على عناصر موسيقية مصرية قديمة.

 

من نفس القسم الثقافي