الوطن

فرنسا تغلق سفاراتها في 20 دولة عربية غدا الجمعة

على خلفية نشر أسبوعية فرنسية لكاريكاتور مسيء للنبي محمد (ص)

 


المؤسسات الفرنسية بالجزائر ستغلق مقراتها تحسبا لأي طارئ

أبرقت وزارة الخارجية الفرنسية أمس الأربعاء لسفاراتها وممثلياتها الدبلوماسية في 20 دولة عربية، قرارها بغلق السفارات في هذه الدول يوم الجمعة تفاديا لأية هجمات قد تتعرض لها جراء نشر مجلة فرنسية رسومات كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد ( صلى الله عليه وسلم)، ودعت إلى اتخاذ كافة الاحتياطات الأمنية لحماية طواقم السفارات تفاديا للسيناريو الذي حدث في بن غازي في ليبيا.

 

وتلقت السفارة الفرنسية بالجزائر كغيرها من سفارات فرنسا عبر الدول العربية الإسلامية، برقية من وزارة الخارجية الفرنسية تعلمها بقرار غلق جميع مقر السفارة وكذا القنصليات المتواجدة في شرق وغرب البلاد لحماية أفرادها من أية اعتداءات قد تطالهم من الجزائرين في حال خرجوا في مسيرات احتجاجية بعد صلاة الجمعة لنصرة النبي على خلفية تطاول مجلة "شارلي ايبدو" الأسبوعية الساخرة رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد (ص)، وستكون كل مقرات الشركات الفرنسية العاملة في الجزائر في مختلف القطاعات مغلقة على إثر ذات القرار، ويذكر هنا أن السفارة الفرنسية بالجارة تونس، قد تم غلقها منذ الإثنين وسيستمر الغلق إلى الأسبوع المقبل، وجاء قرار الغلق على خلفية اندلاع موجة من الاحتجاجات استهدفت السفارة الأمريكية بالعاصمة تونس. 

هذا وأعلن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس أمس، أن فرنسا اتخذت "احتياطات أمنية خاصة" لحماية سفاراتها في العالم بعد نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد في مجلة فرنسية ساخرة، وأضاف فابيوس "أرسلت تعليمات لاتخاذ احتياطات أمنية خاصة في كل البلدان التي يمكن أن تحصل فيها مشاكل"، ولم يشر إلى بلد بعينه، لكن قرار غلق السفارات شمل 20 بلدا يعني بالضرورة الدول العربية بما فيها الجزائر التي تربطها بها علاقة ذات حساسية خاصة، ولم يتحدث الوزير بشكل يوحي بأنه مستاء مما قامت به الأسبوعية الفرنسية من إساءة للإسلام، غير أنه اعتبر نشرها في "الوضع الراهن" يصب "الزيت على النار".

رئيس الوزراء الفرنسي: التظاهر ممنوع وعلى المسلمين احترام قيم العلمانية 

يظهر من خلال تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك آيرولت أمس الأربعاء، أن فرنسا لن تمنع صحافتها من التهجم على الإسلام، ولكن بالمقابل، سيمنع المسلمون في فرنسا من التظاهر سلميا للتعبير عن إدانتهم للرسومات الكاريكاتورية المسيئة للنبي، حيث أعلن آيرولت أنه تقرر حظر تظاهرة دعا إليها إسلاميون فرنسيون يوم السبت المقبل في باريس احتجاجاً على الفيلم المسيء للإسلام، ولم يجد ما يقوله لهؤلاء سوى اللجوء للقضاء لمواجهة الصحيفة، وشدد رئيس الوزراء الفرنسي على أن بلاده جمهورية "لا تقبل بتاتاً أي ترهيب من أي كان في ما يتعلق بقيمها"، وردا على سؤال عن الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها مجلة "شارلي ايبدو" وسخرت فيها من النبي محمد، قال آيرولت "نحن في بلد يحفظ حرية التعبير وحرية رسم الكاريكاتور أيضاً".

وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد صرح أول أمس، بأن حضارة الإسلام متسامحة أكثر من الأدعياء الذين "يزعمون اليوم كذبا التحدث باسمها"، خلال افتتاحه قسماً مخصصاً للآثار الإسلامية في متحف اللوفر.

وقد استغل المناسبة لمغازلة الجالية المسلمة في فرنسا تجنبا لغضب قد يأخذ منحى آخر في بلاده، حيث دعا الفرنسيين لعدم الخلط بين الإسلام والعنف قائلا: "إن الإسلام ليس حضارة واحدة، بل حضارات، وليس ثقافة واحدة، بل ثقافات، شرف الحضارات الإسلامية أنها أكثر حيوية وتسامحا من بعض الذين يزعمون اليوم كذبا التحدث باسمها، هذه الحضارات (الإسلامية) هي تماما النقيض للظلامية التي تهدم قيم الإسلام بما تحمله من حقد وعنف"، ويشار أن تصريح هولاند كان قد أدلى به قبل نشر الأسبوعية الفرنسية للكاريكاتور المسيء للنبي محمد (ص ).

مصطفى. ح

 

من نفس القسم الوطن