الوطن
"لوبي تغريبي" وراء التخلي عن مشروع الصيرفة الإسلامية
الخبير الاقتصادي الدكتور سليمان ناصر ينتقد عدم التقدم في المشروع ويؤكد:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 سبتمبر 2018
جمدت أغلب البنوك مشروع تطبيق الصيرفة الإسلامية، حيث لم تجد الوعود التي أطلقها مسؤولون في الحكومة بفتح شبابيك إسلامية داخل البنوك العمومية طريقا للتطبيق، شأنها شأن حديث محافظ بنك الجزائر عن إصدار تنظيمات خاصة بالبنوك الإسلامية خلال هذه السنة، غير أن لا شيء تحقق، وهو ما انتقده أمس الخبراء الاقتصاديون.
عاد الخبير الاقتصادي الدكتور سليمان ناصر ليطرح الملف، مشيرا أن الوزير الأول، أحمد أويحيى، كان قد وعد بوضع مادة في قانون المالية لسنة 2018 خاصة بالصكوك الإسلامية وتم تعديلها عند صدور القانون، ليقدم محافظ بنك الجزائر وعودا أخرى بفتح شبابيك إسلامية داخل البنوك العمومية (اثنان قبل نهاية سنة 2017 والباقي خلال سنة 2018) ولم يتم ذلك لحد الآن، تلتها وعود أخرى بإصدار تنظيمات خاصة بالبنوك الإسلامية خلال هذه السنة، ولم نر شيئا منها، وقد شارفت السنة على الانقضاء، مشيرا أن كل هذه الوعود ذهبت أدراج الرياح بإصدار بنك الجزائر، مؤخرا، تعليمة داخلية إلى جميع البنوك العمومية بتجميد كلي للمشروع، بدعوى التحضير الجيد للإطار القانوني، وهو ما تحجج به البنك، غير أن الحقيقة هي وجود نية للتخلي عن الموضوع.
وأرجع الدكتور ناصر أسباب هذا التخلي إلى عاملين، الأول هو اللجوء إلى التمويل غير التقليدي (طباعة النقود) والذي بلغ إلى غاية شهر مارس 2018 مبلغ 3585 مليار دج (أي 30.5 مليار دولار بسعر ذلك التاريخ)، وهو مبلغ كبير بكل المقاييس.
أما الثاني فهو ارتفاع أسعار النفط، حيث أن معدل سعر نفط الجزائر بلغ 72 دولارا للبرميل خلال السبعة أشهر الأولى من هذه السنة، بينما لم يتجاوز 50 دولارا خلال نفس الفترة من السنة الماضية، ما جعل البلاد في أريحية مالية ولو نسبية، مشيرا أن اللوبي "التغريبي" المتغلغل في السلطات المالية للبلاد جعل اللجوء إلى الصيرفة الإسلامية مجرد حل طارئ. وبما أن حلولا أخرى وجدت، فقد تم الاستغناء عن التعاملات الإسلامية كوسيلة لجمع الكتلة النقدية المتداولة خارج البنوك، وهو ما جعل الدكتور ناصر يؤكد أن الوعود بتطبيق المالية الإسلامية في الجزائر لم يكن عن اقتناع بجدواها، ولم يكن استجابة للطلب الشعبي الكبير لها، وإنما اقتُرح كحل ظرفي لأزمة مالية تمر بها البلاد، فتمّ الاستغناء عنه ولو بانفراج مزيّف لتلك الأزمة.
دنيا. ع