الوطن

لا يمكن تسيير الكوارث بـ"الهف" ومركز مستقل لليقظة هو الحل

خبراء يتحدثون عن تداخل الصلاحيات وغياب سياسة وقائية من المخاطر

شلغوم لـ"الرائد": فيضانات تبسة سببها فوضى مخططات العمران

 

أعادت فيضانات تبسة الأخيرة وما تسببت فيه من خسائر مادية وبشرية الجدل مجددا بخصوص جاهزية عدد من الولايات للكوارث التي عادة ما تخلفها الأمطار الغزيرة والفجائية، وهو ما جعل الخبراء يطالبون الحكومة بضرورة تنصيب مركز لليقظة يقف على واقع الكوارث الطبيعية ويسطر مخططات لحماية المدن من مخاطرها، بعيدا عن تداخل الصلاحيات بين أكثر من جهة والذي يقود دائما إلى تنصل كل جهة من المسؤولية.

بمجرد دخول فصلي الخريف والشتاء يتخوف المواطنون عبر الوطن، خاصة القاطنون بالمناطق المهددة بالغرق، من الخطر الذي يتربص بهم كل سنة، حيث تعد الفيضانات من أهم المخاطر التي تهدّد ولايات الوطن، خاصة في الفترات التي غالبا ما تشهد أمطارا فجائية، ما ينجم عنها غرق شوارع وأحياء بأكملها وتسجيل خسائر في الأرواح والمنشآت والمنتجات الفلاحية والحيوانية، وهو ما يعتبر الكابوس والخطر القائم منذ سنوات طويلة، دون إيجاد حلول جذرية للعديد من الولايات المهددة بالغرق كل فصل شتاء.

ورغم تضافر كل الجهود للجهات الولائية والوزارية والمحلية إثر حدوث أي كارثة طبيعية على رأسها الفيضانات، غير أنه يبدو جليا أنه من الصعب التحكم فيها جراء غياب سياسة وقائية من المخاطر التي تهدد ولايات الوطن، حسبما أكده العديد من المختصين الذين طالبوا وألحوا على تنصيب جهة واحدة تقف على واقع الكوارث الطبيعية وتسطير مخطط لحماية المدن من مخاطرها، دون تداخل الصلاحيات بين مختلف الجهات المذكورة، والتي غالبا ما تتنصل من المسؤولية أو تلقي بها على غيرها، خاصة بالنسبة للسلطات المحلية التي في الكثير من الأحيان تتماطل في مباشرة برنامج تنقية وتهيئة قنوات الصرف والمجاري من أكوام الأتربة والنفايات، ما يكون البداية لغرق الشوارع والأحياء، كما حدث في ولاية تبسة مؤخرا، مع إمكانية تكرار السيناريو في ولايات أخرى مع توقعات مصالح الأرصاد الجوية مزيدا من الاضطرابات الجوية والأمطار الغزيرة في الأيام المقبلة.

 

شلغوم لـ"الرائد": فيضانات تبسة سببها فوضى مخططات العمران

 

وفي هذا الصدد، أكد رئيس نادي المخاطر الكبرى، عبد الكريم شلغوم، في تصريح لـ"الرائد"، أمس، أن مشكل الفيضانات في الجزائر والأمطار التي دائما ما تخلف خسائر بالجملة، يتعلق بسوء تسيير وعشوائية، مشيرا أن الجزائر لا تملك أي سياسة وقائية من المخاطر التي تهدد ولايات الوطن، بل هو مجرد تسيير أو مخطط عشوائي تتداخل في تسييره العديد من الجهات، على غرار الحماية المدنية، البلديات، المصالح الولائية، الوزارية، مشيرا إلى أنه يجب أن تكون هناك مؤسسة ثابتة أو مركز لليقظة مكلفة بوضع الاستراتيجية الوقائية.

من جانب آخر، قال شلغوم أن مشكل الفيضانات الذي يتجدد كل فصل خريف وشتاء لا يتعلق بانسداد البالوعات فحسب، بل بمخطط العمران، وهو ما حدث بتبسة في الأيام الماضية، مضيفا أن هناك مخططات عمران لا تراعي الطبيعة، حيث يتم تحويل مسارات الوديان لبناء منشآت، وهو أكبر خطر يتهدد المدن.

وقال شلغوم في السياق ذاته أن قرابة 650 بلدية عبر الوطن معنية بفيضانات مهولة في حال وجود اضطراب جوي، مضيفا أن العديد من المخاطر تهدّد الولايات خاصة منها وهران، قسنطينة وعنابة. كما تحدّث عن خطر انجراف التربة والمخاطر الصناعية هي الأخرى التي باتت تهدّد الكثير من المناطق الصناعية على غرار سكيكدة وأرزيو.

وفيما يتعلق بالأودية، أشار عبد الكريم شلغوم أن العاصمة تحوي على 102 وادي يشكل خطرا على المواطنين، من أهمها وادي الشراڤة، وادي بني مسوس، وادي زواوة ووادي الحلوف، خاصة وأنها قد شيّدت على بعضها مشاريع سكنية، على غرار ما حدث بالشراڤة حيث تم تشييد بنايات من 12 طابقا على أرضية الوادي، وهي مهددة بالانهيار في حال حدوث زلزال جراء التربة الهشة والرطبة بالمنطقة.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن