الوطن

مشروع مرسوم رئاسي قيد الدراسة لضبط مجالات استخدام "الدرون"

بأسعار تتراوح بين 20 مليونا و30 مليون سنتيم

مواقع تسوّق طائرات "الدرون" وجزائريون يبحثون عن توثيق أعراسهم ومناسباتهم عبر الجو

 

س. زموش

 

تعج مواقع الأنترنت المتخصصة في البيع والشراء وحتى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك بمئات الإعلانات لبيع طائرات دون طيار المتخصصة في التصوير، أو ما يعرف بطائرات "درون"، بأسعار تتراوح بين 20 مليونا و30 مليون سنتيم، حيث باتت هذه الأخيرة تلقى إقبالا من طرف محترفي وحتى هواة التصوير، في وقت بدأ الجزائريون يتجهون نحو توثيق أعراسهم وحفلاتهم عبر التصور الجوي.

 

طائرات "الدرون" بأسعار تبدأ من 20 مليون سنتيم

 

وخلال تصفحنا لعدد من مواقع الأنترنت وكذا الصفحات المتخصصة في بيع الأجهزة الإلكترونية عبر الفايسبوك، صادفتنا مئات الإعلانات لبيع طائرات صغيرة دون طيار المعروفة باسم "الدرون"، وتتراوح أسعارها ما بين 20 مليونا إلى 30 مليون سنتيم. وهناك بعض الأنواع يرتفع سعرها إلى حدود 50 مليون سنتيم حسب البلد المصنع وكذلك حسب المزايا.

ومن الواضح أن هذه الطائرات بدأت تلقى اهتماما كبيرا من طرف بعض المهنيين المتخصصين في التصوير وحتى من طرف الهواة.

فمن خلال التعليقات الملحقة بإعلانات البيع، يتضح وجود إقبال كبير على شراء هذه الطائرات والرغبة في معرفة طريقة عملها، وإن كانت مسموحة التداول في الجزائر.

 

محترفو وهواة التصوير أول مستخدمي "الدرون" في الجزائر

 

ورغم أن استعمالها يحتاج لتراخيص مسبقة من عدد من الهيئات المعنية، إلا أن استعمالاتها المتعددة وما تقدمه من مزايا جعل العديد من محترفي التصوير يقبلون على هذه الطائرات، حيث تستخدم في تصوير الأماكن العالية والزوايا التي يصعب الوصول إليها بالكاميرات التقليدية.

وأيضا يستخدم هذا النوع لتصوير المساحات الكبيرة والمناطق المفتوحة. ويبلغ طول الطائرات الصغيرة من دون طيار والتي تحمل كاميرا، حوالي سنتيمترات وعرضها كذلك ووزنها 55 غراما وتبلغ مدة تحليقها نحو 15 دقيقة متواصلة في دائرة يصل قطرها إلى 30 مترا، ويتم التحكم في هذه الطائرة إما عن طريق لوحة تحكم عن بعد أو عن طريق تطبيق يتم تحميله على الهاتف الذكي.

 

إقبال كبير على المصورين بطائرات "الدرون" لتوثيق أعراس الجزائريين عبر الجو

 

من جانب آخر، فقد بدأ الجزائريون يتعرفون على هذه التكنولوجيا الجديدة ويسعون لتوثيق أعراسهم وحفلاتهم عبر التصوير الجوي، حيث بدأت العديد من العائلات الجزائرية تلجأ للمصورين الذين يملكون طائرات "الدرون" لتصوير مواكب أعراسهم وتوثيق حفلاتهم من الجو. 

وحسب ما أكده عدد من المصورين الذين يمتلكون هذه التكنولوجيا لـ"الرائد"، فإن طائرات "الدرون" تعمل وفق تقنيات عالية الجودة مقارنة ببعض الكاميرات العادية، مشيرين أنهم يتلقون طلبات لتصوير الأفراح مقابل 25 ألف دج لتغطية وقت خروج موكب الأعراس من منزل العروسة حتى وصوله إلى قاعة الحفلات. 

ويرى هؤلاء المصورون أن من يمتلكون التقنية عددهم قليل في الوقت الحالي، لأن هذا التصوير الجوي يحتاج لترخيص، لذلك فإن الأسعار مرتفعة، فالتصوير لمدة لا تتجاوز 15 دقيقة يكلف على أقل تقدير مليوني سنتيم.

 

مشروع مرسوم رئاسي قيد الدراسة لضبط مجالات استخدام "الدرون"

هذا، وبالنسبة لقانونية استعمال هذا النوع من الطائرات في التصوير وبحكم حداثتها وانتشارها بشكل سريع وكبير، لا يوجد أي نص قانوني في الجزائر يضبط مجالات استخدامها وشروط ذلك، عدا مشروع مرسوم رئاسي، تم الإعلان عنه منذ أكثر من سنة ولم يدخل حيز التنفيذ بعد، يهدف إلى سد الفراغ القانوني فيما يتعلق بمجالات وشروط وكيفيات استخدام طائرات "الدرون"، بعد تزايد الطلبات من متعاملين اقتصاديين وفي مجال السمعي البصري، وحتى في البحث العلمي، بغرض الترخيص باستعمال طائرات من دون طيار، سواء بغرض التصوير أو لإجراء اختبارات علمية وتكنولوجية. وسيرخص هذا المرسوم الرئاسي لاستعمال الطائرات المتحكم فيها عن بعد لأغراض الترفيه والمنافسة أو لأغراض مهنية، إضافة إلى النشاطات المهنية والعلمية المتمثلة في إنجاز عمليات التصوير الجوية، لتلبية احتياجات المعلومة الجغرافية والتلفزيون والسينما، ومختلف أشكال جمع المعطيات والملاحظات والتقييمات وعمليات التفتيش والمراقبة جوا.

 

من نفس القسم الوطن