الوطن
"فايسبوك" و"يوتوب" لإنهاء تقليدية التعليم في الجزائر...!
بات وسيلة بعض المدارس الخاصة ومراكز التكوين وحتى الأساتذة الجامعيين
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 04 سبتمبر 2018
تنبهت بعض المدارس ومراكز التكوين وحتى أساتذة الجامعات لأهمية مواقع التواصل الاجتماعي كأداة يمكن أن تكون تعليمية، حيث ظهرت بالفايسبوك واليوتوب العديد من الصفحات التابعة لمدارس ومراكز تكوينية ومراكز بحث وأساتذة جامعة، تقدم محتوى تعليميا للجزائريين يكون إما مدفوع الأجر وحتى دون مقابل.
وخلال تصفحنا لموقع التواصل الاجتماعي الأشهر فايسبوك، صادفتنا عشرات الصفحات التي تحمل محتوى تعليميي تسيرها مدارس خاصة ومراكز تكوين.
وتقدم هذه الصفحات عادة دروسا في اللغات الأجنبية وتكوينات مختلفة في العديد من التخصصات، كما تعرض بعض المراكز عبر صفاحتها في الفايسبوك دورات تعليمية محددة المدة وببرنامج خاص، تكون عادة مدفوعة الأجر وأحيانا بشكل مجاني.
أما على مستوى اليوتوب فتنتشر آلاف الفيديوهات ذات محتوى تعليمي وتربوي تضعها مراكز بحث ومدارس خاصة وحتى أساتذة جامعة لطلبتهم، بالإضافة إلى فيديوهات تعلم بعض التكوينات والمهن الحرة، وحتي فيديوهات لتعليم السياقة. ويبدو أن العديد من المدارس والمراكز التكوينية انتبهت لأهمية رقمنة الدروس والتكوينات لجعلها أكثر سهولة ومرونة أمام متلق بات مدمنا على مواقع التواصل الاجتماعي وملازما لهاتفه الذكي على مدار اليوم.
أساتذة يهجرون مدرجات الجامعة ويحاضرون عبر "اللايف" بالفايسبوك
وقد وجد العديد من الأساتذة الجامعيين أنفسهم مضطرين لمواكبة التطورات التي طرأت على الطالب الجامعي، حيث يلجأ عادة العديد من الأساتذة الجامعيين، خاصة من المتحكمين في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، إلى مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها فايسبوك من أجل التواصل مع طلبتهم، بل هناك بعض الأساتذة من باتوا يعتمدون، في السنوات الأخيرة، على اللايف في الفايسبوك لإعطاء دروس تدعيمية لطلبتهم بدل المحاضرات في مدرجات الجامعات.
والإيجابي في الموضوع أن الأساتذة أنفسهم يؤكدون أن مثل هذه التقنيات في التواصل باتت تشد الطلبة إليهم أكثر من الطريقة التقليدية في التعليم، إلى درجة أن هناك طلبة يغيبون عن محاضرات المدرجات في الجامعات بينما تجدهم يتواصلون مع أساتذتهم عبر الفايسبوك ويسجلون حضورهم في فيديوهات اللايف التي يقدمها هؤلاء الأساتذة، كما أنه من الواضح أن الفايسبوك أصبح يجعل الأستاذ الجامعي أو حتى الأستاذ في باقي الأطوار التعليمية أقرب إلى طالبه أو تلميذه. فأغلب الأصدقاء المتواجدين في حسابات هؤلاء الأساتذة هم من طلبتهم، حيث لا يتوانى هؤلاء في الدردشة مع أساتذتهم والاستفسار عن كل الأمور المرتبطة بالمادة التي يدرسها الأستاذ.
سعدي: بدل أن تبقي "السوشيل ميديا" فضاء للنقاشات الفارغة لماذا لا نستغلها لدعم التعليم في بلادنا؟
وفي هذا الصدد، أكد الأستاذ الجامعي الهادي سعدي، الذي يدرس علم الاجتماع في جامعة الجزائر، في تصريح لـ"الرائد"، أمس، أن التطور الحاصل في تكنولوجيات الإعلام والاتصال والارتباط الكبير الذي أصبح تجاه مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفايسبوك من طرف الشباب على وجه الخصوص، جعل العديد من المدارس الخاصة ومراكز التكوين وحتى الأستاذة ينتبهون لضرورة استغلال هذه الوسيلة في العملية التعليمية.
وقال سعدي أن لجوء أساتذة الجامعة إلى الفايسبوك من أجل التواصل مع طلبتهم وتقديم دروس تدعيميه لهم هو أمر غاية في الإيجابية، معتبرا أنه من الضروري تطوير طرق وسبل التعليم وعدم حصرها في الطريقة التقليدية، خاصة أن جيل اليوم هو جيل ملم بشكل كبير بتكنولوجيات الإعلام والاتصال، وتلقي معلومة تربوية وتعليمية عن طريق هذه الوسائط التكنولوجية سيكون بالنسبة له أسهل ولا يمثل عبئا عليه، بل يخلط المتعة بالعلم.
من جانب آخر، أكد سعدي أن العديد من الدراسات أقيمت حول الخصائص التعليمية لمواقع التواصل الاجتماعي أثبتت قدرة تلك الوسائل على تقديم تعليم مدعم لأبنائنا، مشيرا أنه بدل أن تبقى هذه المواقع فضاء للتفاهة والنقاشات الفارغة، لماذا لا نستغلها لدعم التعليم في بلادنا وتحبيب الطلبة في المادة التي يدرسونها؟ مشيرا أنه على كل أستاذ جامعي أن يستغل وسائل التواصل الاجتماعي كأداة للنقاش والانفتاح والترابط بين المتعلم والمعلم، وهو ما من شأنه أن يخلق بيئة اجتماعية تعليمية تحفيزية للطلاب.
س. زموش