الوطن

مشاكل اقتصادية بسبب الكوليرا والمنتوج الوطني يفقد "سمعته" في الخارج

ركود تجاري وخاسر لتجار الجملة وحتى التجزئة

موسوني: عوامل عديدة اجتمعت جعلت المنتوج الجزائري مشكوكا فيه

 

لم تتسبب عودة وباء الكوليرا للجزائر في مشاكل صحية فحسب، فحتى على الصعيد الاقتصادي تتسبب عودة هذا المرض الفضيحة، كما أسماه البعض، في العديد من المشاكل، منها ركود تجاري كبير وخسائر للتجار الجملة، بالإضافة إلى حديث فقدان الثقة في المنتوج الجزائري بالخارج، وهو ما اعتبره مختصون أمرا طبيعيا، خاصة أن أغلب المنتجات التي تصدر وتستهلك محليا تعد مجهولة المصدر، في ظل غياب بطاقات تقنية عن المنتجات وحتى مناطق الإنتاج.

وفي هذا الصدد، أكد الخبير الفلاحي، أكلي موسوني، في تصريح لـ"الرائد"، أمس، أن عودة وباء الكوليرا كان له تأثير جد سلبي على صورة وجودة المنتجات الجزائرية في الخارج، والتي كانت مطلوبة في العديد من البلدان وتتميز بجودة كبيرة، مشيرا إلى صحة ما سبق وأكده ممثلو تجار الجملة للخضر والفواكه والذين تحدثوا، منذ أيام، عن مطالبة زبائنهم في السوق الدولية بإثباتات بصحية المنتجات التي يستوردونها من الجزائر. 

وأشار موسوني أن انتشار خبر عودة الكوليرا للجزائر والاشتباه في منابع المياه وبعدها تسليط وسائل الإعلام الضوء على بعض ممارسات الفلاحين وسقيهم لمحاصيلهم الزراعية بالمياه القذرة، وتصريحات وزير القطاع بسلامة الخضر والفواكه والتي كانت لا تستند لأي إثباتات، كل هذا أثار مخاوف الزبائن في السوق الدولية، وهو أمر مشروع بالنسبة لهم، فالأسواق الأوروبية وحتى العربية التي تصدر لها الجزائر بعض منتجاتها الفلاحية تبحث دائما عن الجودة. 

وتحدث موسوني في السياق ذاته عن غياب ميكانيزمات وتقنيات تسمح بالقيام بالتحاليل المخبرية على المنتجات الفلاحية قبل دخول المنتوج السوق الاستهلاكية، للكشف عن وجود أي مواد غير صحية مضرة بالمستهلك، مضيفا أن قطاعي الفلاحة والتجارة يفتقدان إلى مخابر متخصصة للكشف عن مثل هذه الأمراض أو أي مواد غير صحية يحتويها المنتج الفلاحي، وبالتالي يصبح المنتوج الجزائري مشكوكا فيه، خاصة إذا علمنا أن إنتاج كل المواد الاستهلاكية أحيانا لا يتم وفق معايير تتوافق مع حماية صحة المستهلك، موضحا أن المنتوج الذي يستهلكه الجزائريون مجهول في ظل عدم امتلاك بطاقة تقنية عن المنطقة المخصصة للإنتاج، فضلا عن المُنتج. 

كل هذا إذا أضيف له خبر انتشار وباء الكوليرا واتهمت مياه المنابع التي يعتمد عليها العديد من الفلاحين في السقي، فإن النتيجة التي وصلنا إليها ومطالبة زبائن الجزائر بضمانات عن خلو المنتجات المصدرة من وباء الكوليرا هو أمر طبيعي.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن