الوطن

مغتربون يجلبون الشيفون ويعودون إلى فرنسا محملين بـ"البصل"، "الثوم" و"الهندي"؟!

في تحويلات كان من المفروض أن تكون عملة صعبة لكنها اتخذت شكلا آخر

يعرف ميناء العاصمة، هذه الأيام، حركة كبيرة وغير عادية بفعل مغادرة آلاف المهاجرين الجزائريين إلى ديار الغربة، بعد قضاء عطلة الصيف، غير أن المثير في الانتباه هو حقائب هؤلاء المهاجرين والتي باتت تحمل مختلف السلع المحلية، فهؤلاء المغتربون يجلبون عند زيارتهم بلدهم الأم الشيفون والخردة ويعودون محملين بالبصل والثوم وفاكهة "الهندي".

ويبدو أن تحويلات الجالية الجزائرية والتي تعول عليها الحكومة لإنعاش الخزينة العمومية، وبدل أن تكون عملة صعب باتت تتخذ أشكالا أخرى، فأغلب المهاجرين وعند قدومهم إلى أرض الوطن لا يجلبون معهم سوى الخردة والشيفون والمنتجات المستعلة لإعادة بيعها بالجزائر، بينما وعند عودتهم ينقلون العديد من المنتجات بدءا بالخضر والفواكه مرورا بالأدوات الكهرو منزلية وحتى الأثاث. وخلال جولة قادتنا لميناء العاصمة، انبهرنا بحجم السلع التي يأخذها معه كل مهاجر، حيث كانت هناك عائلات تنقل معها الأثاث الذي اشتروه بأثمان رخيصة، باعتبار أن سعر الأثاث في بلدان أوروبا كفرنسا مثلا باهظ جدا. وعلى غرار الأثاث، اقتنت العائلات حتى بعض وسائل الترفيه على غرار الدراجات الخاصة بالكبار والصغار.

من جهة أخرى، فإن المقبلين على الزواج في فرنسا استغلوا الفرصة لشراء بعض الألبسة التقليدية وحتى بعض الألبسة العصرية، وهناك بعض المهاجرين الذين اغتنموا فرصة الدخول المدرسي فاشتروا المحافظ والأدوات المدرسية صينية الصنع، إضافة إلى المآزر المعروضة بسعر زهيد مقارنة بالخارج، وحتى الفواكه الجزائرية لم يتم استثناؤها من النقل إلى فرنسا، حيث أخذ بعض المهاجرين البطيخ بكل أنواعه، وحتى كرموس النصارى و"البخسيس"، بحجة أن هذه الفواكه غير متواجدة بكثرة في ديار الغربة. كما لم يفوت المغتربون فرصة اقتناء بعض الأشياء التذكارية من الوطن الأم. 

وقد كانت محلات القصبة، في الفترة الأخيرة، محل اهتمامهم خصوصا بعد أن عاد النشاط إليها بعدما كانت تعاني من مشكل السياحة، إذ أقدم المغتربون الجزائريون على شراء الأواني النحاسية كالأباريق المخصصة للشاي وكذا الصينيات التي يعرض عليها الأكل في المناسبات وفي الأفراح.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن