الوطن

صيف الجزائريين ... غلاء، "مصطافون قتلى" ووباء؟!

لم يكن في المستوى وعرف العديد من المشاكل والأزمات

لم يكن صيف الجزائريين هذه السنة في المستوى وعلى أكثر من صعيد، فبالنسبة للحياة اليومية للمواطنين، فقد عاش الجزائريون خلال هذا الصيف أشد موجة غلاء امتدت لثلاثة شهور، واشتدت عشية كل مناسبة دينية، في حين مثّل موسم الاصطياف هذه السنة نقطة سوداء وبقيت وعود المجانية مجرد حبر على ورق، ليختتم الجزائريون الموسم بوباء الكوليرا الذي أثار الهلع بين المواطنين وخلق حالة من الجدل لم تنته بعد.

 

أغلى صيف وتتالي المناسبات يقضي على القدرة الشرائية

 

ورغم وعود وتطمينات أرخص صيف وأأمن صيف، إلا أن الجزائريين عاشوا هذه السنة أسوأ صيف على كل المستويات، فبالنسبة للقدرة الشرائية والأسعار، فإن هذه الأخيرة لم تنخفض طيلة الثلاثة أشهر الخاصة بفصل الصيف، ولأول مرة اقتنى الجزائريون الطماطم في عز فصل الصيف بأسعار تقترب من 120 دج، وفي الأيام العادية، دون الحديث عن المناسبات التي كانت تصل فيها الأسعار إلى مستوى 150 دج.

وعلى الشواطئ وفي الولايات الساحلية، اشتدت موجة الغلاء لتصل مستويات قياسية وفاقت كل الحدود، وتحجج التجار وممثلوهم بموجات الحرارة التي سجلت خلال شهر جوان وجويلية وكذا شهر أوت، وتسبب ذلك في عدم قدرة الفلاحين على جني محاصيلهم بسبب غياب اليد العاملة، إلا أنه وإن اختلفت الأسباب، فإن النتيجة كانت انهيارا كارثيا للقدرة الشرائية للجزائريين، خاصة وأن فصل الصيف هذا عرف العديد من المناسبات منها نهاية شهر رمضان وبعدها عيد الفطر وأيضا عيد الأضحى، ما جعل هذه المناسبات تستنزف الجيوب وتقضي على القدرة الشرائية.

 

مجانية الشواطئ كذبة الصيف... و"قتلى" بسبب "باركينغ"

 

من جهة أخرى وبالنسبة لموسم الاصطياف والعطلة، فإن أوضاعا مخالفة تماما لما جاء على ألسنة المسؤولين بضمان مجانية الشواطئ هذه السنة أيضا عاشه الجزائريون عبر الشريط الساحلي لـ14 ولاية، حيث فرض مافيا الشواطئ منطقهم وهزموا الحكومة وتمكنوا من فرض سيطرتهم على معظم الشواطئ، وتعرض المصطافون طيلة الصائفة للابتزاز والتهديد والاعتداء وحتي القتل، حيث قتل هذه الصائفة مصطاف ببجاية رفض دفع مبلغ 200 دينار في الشاطئ، نظير ركن سيارته ليذهب بذلك ضحية تصريحات المسؤولين ''الكاذبة''، بعدما أكدوا في كل مرة على مجانية الشواطئ، فيما الواقع عكس ذلك، حيث سيطرت مافيا الشواطئ على جل الشريط الساحلي، إذ لم تسلم من قبضتهم لا الشواطئ المحروسة ولا غير المحروسة، وحتى الأماكن السياحية الأخرى، لتحرك هذه القضية مصالح الأمن من أجل القضاء على الحظائر العشوائية، إلا أن ذلك كان مجرد إجراء لحظي، ليعود مافيا العصا الغليظة إلى النشاط بعد أقل من يومين على حملة مصالح الأمن.

وبالنسبة للجزائريين فإن موسم الاصطياف هذا كان الأسوأ ليس فقط بسبب مجانية الشواطئ وإنما بسبب وضع الشواطئ نفسها، والتي عرفت فوصى وتلوثا كبيرين، زد على ذلك غلاء المنشآت السياحية في الجزائر وتراجع القدرة الشرائية، ما حرم العديد من الجزائريين من السفر للخارج.

 

هلع بسبب عودة الكوليرا والوباء يعيد الجزائر إلى الواجهة

 

هذا وزيادة على المشاكل التقليدية التي يعيشها الجزائريون كل صيف، شهدنا مع اقتراب نهاية الصائفة حالة من الجدل والهلع والخوف بعد تداول إشاعات بعودة وباء الكوليرا للجزائر، ليتأكد الخبر على لسان السلطات ويم تسجيل الاشتباه في أكثر من 190 حالة بست ولايات بالوطن، مع تسجيل وفيات، وهو ما خلق حالة رعب سيطرت على الجزائريين ولم تنفع تطمينات وزارة الصحة في التقليل من هذه المخاوف التي خلقت حالة اكتظاظ بالمستشفيات لأشخاص اصابهم "وسواس" الكوليرا، وندرة في المياه المعدنية رغم أن مياه المنابع كانت المتهمة في انتشار هذا الوباء، وكانت عودة وباء الكوليرا للجزائر الخبر الذي غطى على باقي أحداث صيف الجزائريين هذه السنة، وتناقلته أكبر الوسائل الإعلامية دوليا وكذا مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

ورغم التخوف من المرض، إلا أن الجزائريين حولوا عودة الوباء إلى موضع سخرية واستهزاء وتنديد بالوضع المتعفن الذي وصل إليه التسيير المحلي وحتى بعقلية المواطن نفسه الذي بات لا يتملك أي حس بالنظافة، ليقترب صيف الجزائريين من النهاية ويستعدون للدخول الاجتماعي، ولا يزال ملف الكوليرا مفتوحا والنقاش محتدما بفعل عدم قدرة وزارة الصحة على السيطرة على المرض بعد.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن