الوطن
هواتف ذكية تنتهك خصوصية الجزائريين وتفضحهم عبر "الفايسبوك"
ظاهرة التقاط صور لأشخاص دون علمهم في الأماكن العمومية تتفاقم
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 01 سبتمبر 2018
باتت خصوصية الجزائريين، في السنوات الأخيرة، تنتهك يوميا جهارا نهارا عبر وسائل النقل والشواطئ والأماكن العمومية، والمتهم هواتف ذكية مزودة بأحدث أنواع الكاميرا وشباب طائش يترصد خصوصية الأشخاص لاصطياد أية لقطة مثيرة أو تحمل القليل من الطرافة لجلب أكبر عدد من التعليقات عبر "الفايسبوك".
ولا يجد العديد من الشباب حرجا في التقاط صور لغيرهم دون إذنهم وجعل تلك الصور محل حديث وإعجابات وتعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما باتت التكنولوجيا المتطورة للهواتف الذكية سلاحا خطيرا في أيادي هؤلاء الشباب الذين باتوا يترصد خصوصية الأشخاص في وسائل النقل وفي الأماكن العمومية وحتى شواطئ البحر وأماكن التسلية، فقط لاصطياد أية لقطة مثيرة أو تحمل القليل من الطرافة، من أجل جلب الاهتمام والتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، غير مبالين بالحياة الشخصية للأفراد، حيث بات ذلك متاحا لكل من يحمل هاتفا ذكيا خاصة مع التطور المتنامي للكاميرات التي تحملها الهواتف الذكية، فالهواتف التي تباع في الأسواق وصلت جودة التصوير فيها إلى 40 "ميغابيكسل" أي بتقنية تصوير عالية جدا، يمكن من خلالها التقاط الصور والفيديوهات بشكل واضح من على بعد مسافة طويلة، فأي شخص قد يجد نفسه ضحية لتصرف طائش من أحد الشباب الباحثين عن جلب الإعجابات عبر صفحته الشخصية، أو إحدى المجموعات على الفضاء الأزرق، دون أن يكون لضحاياه ذنب، وقد تفاجأ الكثيرون بصورهم على هذه المواقع، أو بظهورهم عبر فيديوهات، كما وجد آخرون صورهم موضوع نقاش على مجموعات "فايسبوكية".
وبغض النظر عن أسباب التقاط هؤلاء صورا للأشخاص، وغالبيتهم من الفتيات، غير أن الأمر يبقى تعديا على الحياة الشخصية للأفراد. من جانب آخر، هناك ما هو أخطر من ذلك حيث لم يعد للخصوصية مكان في عالم الجيل الرابع، حيث بات العديد من الجزائريين يقبلون على تطبيقات تُنصّب على الهواتف النقالة الذكية للتجسس على المكالمات والاطلاع على الإيميلات وسرقة صور ومحادثات من يريدون الإيقاع بهم. وبسبب التطور السريع فقد باتت أسعار برامج الجوسسة على الهواتف النقالة في المتناول بعد انتشارها الكبير، ما جعلها تلقى رواجا بين الجزائريين، كما أن هناك برامج تحمّل مجانا وأحيانا بأسعار زهيدة يتداولها القراصنة في مواقعهم ومنتدياتهم الخاصة جدا.
دنيا. ع