الوطن

"الكوليرا" توقظ حس النظافة عند الجزائريين

العديد منهم بادروا لتنظيف محيطهم وأحيائهم

حركت عودة داء الكوليرا إلى الجزائر، بعد قرون من الانقراض، حس الجزائريين بالنظافة، فالخوف من تفشي هذا الداء الذي تعد قلة النظافة أولى أسبابه، جعلت العديد من المواطنين يهبون لتنظيف أحيائهم وشوارعهم ضمن حملات شجعتها العديد من جمعيات حماية المحيط وروجت لها كبرى الصفحات الفايسبوكية.

وتعرف العديد من البلديات، هذه الأيام، بالعاصمة والبليدة والمدية وتيزي وزو والعديد من ولايات الوطن، عمليات تنظيف دورية بادر بها السكان قبل السلطات المحلية.

فعودة وباء الكوليرا الذي يعد وباء فضيحة، كما وصفه عدد من الأطباء بسبب ارتباطه بسوء النظافة، جعلت الجزائريين يستفيقون من سباتهم وأحيا فيهم حس النظافة، حيث يعمل العديد من المواطنين بشكل دوري على رفع النفايات وتنقية المحيط على الأقل في حدود ما يستطيعون، باعتبار محدودية الوسائل التي يمتلكونها.

من جانب آخر، نظمت العديد من الجمعيات النشطة في مجال البيئة بدورها عددا من الحملات التحسيسية من أجل حث الجزائريين على تنظيف محيطهم، خاصة أن الوضع وصل إلى الذروة بعد عيد الأضحى، حيث انتشرت الأوساخ بشكل كبير، منها مخلفات الذبح وأحشاء الأضاحي، الأمر الذي جعل وضع الأحياء كارثيا ولا يطاق ولا يمكن بأي شكل تحميل مسؤوليته للسلطات المحلية فقط، فالمواطن بدوره يتحمل جزءا من المسؤولية.

من جهتها، تعمل الصفحات الفايسبوكية المليونية، هذه الفترة، على التحسيس أكثر بأهمية النظافة، حيث تحرص هذه الصفحات التي يسيرها ناشطون في المجتمع المدني على حث المواطنين على تنظيف محيطهم، معتبرين من وجهة نظرهم أن أسباب انتشار النفايات عبر شوارع أغلب ولايات الوطن مرتبط بالدرجة الأولى بغياب الوعي لدى المواطنين الذين لا يجيدون سوى التذمر والشكوى عوض المساهمة في الحفاظ على النظافة، داعين المواطنين لضرورة التحلي بسلوكيات بسيطة يمكنها أن تصنع فارقا، كاحترام مواعيد مرور شاحنات جمع النفايات حتى لا تتراكم النفايات وتصبح مهمة أعوان النظافة صعبة.

وقد ذهبت بعص الصفحات الفايسبوكية لأبعد من ذلك عندما حملت المواطن جزءا من مسؤولية انتشار وباء الكوليرا. فبعض الصور المتداولة لأماكن وصلت فيها النفايات المنزلية إلى مستوى جد متدهور توضح حجم اللامبالاة التي يتعامل بها المواطنون مع نظافة محيطهم الذي من المفروض أنه مسؤولية مشتركة.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن