الوطن

تقييم أولي "سلبي" لموسم الحج 2018 والديوان يرد: الحج مشقة!

موازاة مع تواصل ترحيل الحجاج من مكة إلى أرض الوطن

وكالات سياحية تتبرأ من مسؤولية أي فشل لموسم الحج

استفسارات عن مرض وضياع حجاج تصل الديوان يوميا

 

تتواصل عمليات ترحيل الحجاج الجزائريين الذين أدوا مناسك الحج هذه السنة من مكة إلى أرض الوطن، تحت إشراف البعثة الجزائرية التي ضبطت برنامجا يستمر إلى غاية 17 سبتمبر المقبل، آخر رحلة لعودة آخر فوج للحجاج الجزائريين.

وبالموازاة مع ذلك، بدأت التقييمات الأولية لموسم الحج هذه السنة، فعلى عكس وزارة الشؤون الدينية التي علقت على الموسم بالناجح، وجه حجاج ووكالات سياحية انتقادات بالجملة للبعثة الجزائرية، متهمين إياها بالتقصير في أدائها.

 

انتقادات بالجملة حول أداء البعثة الوطنية في حج 2018

 

وقد شرعت البعثة الجزائرية، منذ 26 أوت الجاري، في عملية ترحيل الحجاج من خلال ضبط الرحلات والجوازات وتعليق قوائم الحجاج وتحميل ونقل الأمتعة، ونقل الحجاج إلى مطار المغادرة أو إلى المدينة المنورة بالنسبة للحجاج الذين لم يزوروها بعد.

هذا وحسب الديوان الوطني للحج والعمرة، فإن عملية إعادة الحجاج الجزائريين إلى أرض الوطن ستستمر إلى غاية 17 من شهر سبتمبر المقبل، وهو تاريخ آخر رحلة لإعادة آخر فوج من الحجاج الجزائريين، لتبدأ بعدها مرحلة التقييم، رغم أن مصالح عزوزة استبقت الأمر واعتبرت موسم 2018 موسما ناجحا بكل المقاييس، غير أن الحجاج كان لهم رأي آخر، حيث وجه العديد منهم انتقادات بالجملة حول أداء البعثة الجزائرية في الحج، متحدثين عن مشاكل وصعوبات عانوا منها خلال تواجدهم بالبقاع المقدسة.

وحسب شهادات بعض الحجاج العائدين، فقد عاش الجزائريون عبر مختلف مراحل الحج معاناة حقيقية بسبب مشاكل الإعاشة والإيواء، ووجد الكثير من الحجاج أنفسهم يقيمون في العراء بسبب الفوضى التي حدثت نتيجة الخلط في الغرف المحجوزة مسبقا، كما تفاجأ حجاج آخرون بتغيير أماكن إقامتهم إلى فنادق بعيدة، بعدما حجزوا بفنادق محاذية للحرم، ما صعب عملية تنقلهم للصلاة خاصة المسنين والمرضى منهم، زد إلى ذلك مشكل الاكتظاظ الذي طرح في العديد من أماكن الإقامة خاصة في منى، كما طرحت أيضا عدة مشاكل تتعلق بالتأطير حيث اشتكى الحجاج من غياب أفراد البعثة الوطنية في عدد من الفنادق وتأخرهم في الرد على انشغالات واحتياجات الحجاج، خاصة في الفترات الليلية، بالإضافة إلى مشكل العدد غير الكافي للمرشدين الدينيين، ما أدخل الحجاج في حالة من التيه وحرم العديد منهم من أداء المناسك بطريقة صحيحة.

 

وكالات سياحية تتبرأ من مسؤولية أي فشل لموسم الحج

 

من جهتها، أكدت عدد من الوكالات السياحية المشاركة في موسم الحج هذه السنة أن حج الكرامة لم يتحقق خلال هذا الموسم بسبب مشاكل لا تتحمل مسؤوليتها الوكالات.

واعتبر عدد من مسيري هذه الوكالات أن مشكل بعد الفنادق عن الحرم المكي تتحمل مسؤوليته البعثة الجزائرية التي تفاوضت على كراء العمائر، مشيرا أن الوكالات السياحة الخاصة لطالما دعت لإشراكها عبر ممثلين في هذه البعثة للتفاوض على كراء العمائر، والديوان كل مرة يعد بذلك دون تحقيق الأمر، مشيرين أنه لا يمكن لا للديوان ولا الوكالات ضمان حج دون مشاكل، وأن الوكالات تعاملت بطريقة إيجابية مع المشاكل التي طرحت بالبقاع المقدسة نظرا لخبرتها في تنظيم الحج والعمرة، لتبقى مسؤولية الاكتظاظ والفوضى التي عاشها الحجاج خاصة في منى تقع على عاتق الوزارة والديوان، الذين بالغوا في وعودهم قبل بدء موسم الحج، ليكون الواقع مغايرا.

 

استفسارات عن مرضى وضياع حجاج تصل الديوان يوميا

 

من جانب آخر، يتلقى الديوان الوطني للحج والعمرة يوميا مئات الأسئلة عبر صفحته الرسمية بالفايسبوك لأهالي الحجاج الجزائريين الموجودين بالبقاع المقدس، عن حجاج مرضى يعانون سوء تكفل وحتى عن حجاج مفقودين لم تتمكن عائلاتهم من التواصل معهم لأكثر من خمسة أيام، متهمين أفراد البعثة بالتقصير خاصة بعد صور تم تداولها لظروف إقامة الحجاج في منى، وشهادات حية لحجاج أكدوا معاناتهم مع آخر مراحل الحج، ليجد القائمون على صفحة البعثة في الفايسبوك تبريرا لكل هذا بالتأكيد بأن الحج مشقة وظروف منى صعبة، مشيرين أن أفراد البعثة الوطنية يبذلون ما في وسعهم من أجل إنجاح آخر مراحل الحج.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن