الوطن

تعليمات للمدراء تحذرهم من سوء استقبال التلاميذ

على خلفية تسجيل تعد عليهم وإهانتهم

حذرت وزارة التربية الوطنية مدراء المؤسسات التعليمية من سوء استقبال التلاميذ خلال الدخول المدرسي القادم، وشددت على عدم التعرض إلى أي نوع من التمييز، قبل أن تشدد على أهمية حمايتهم من كل لفظ أو تصرف مهين واحترام كرامتهم وخصوصياتهم كأطفال. وجاء هذا على خلفية تسجيل، في السنوات الماضية، تعدي بعض المدراء على التلاميذ في الطور الابتدائي وإهانتهم على مرأي التلاميذ، على غرار ما حصل لتلميذ بمدرسة "حداد عقيلة" بقسنطينة.

أمرت وزارة التربية مدراء التربية بالحرص مع كل المدراء في المؤسسات التربوية لمختلف الأطوار على احترام التلاميذ وحمايتهم من التعرض لأي عنف جسدي ولفظي ومعنوي.

وحرصت الوزارة على أهمية تشجيع كل مؤسسة تربوية الحوار والتشاور مع التلاميذ وبين التلاميذ أنفسهم وبينهم وبين كل أعضاء الجماعة التربوية في كل المسائل التربوية والبيداغوجية، وفقا لإجراءات يحددها النظام الداخلي لمؤسسة التربية والتعليم .

كما أكدت وزارة التربية على أن يمارس التلاميذ حقهم في التعبير عن المسائل المتعلقة بتمدرسهم في إطار منظم ويكون التشاور والتحاور مع إدارة المؤسسة عن طريق مندوبي الأقسام والمنتخبين طبقا للتنظيم المعمول به .

وأمرت الوزارة باعتماد الصرامة في اإخضاع العمل المدرسي ونشاطاتهم التربوية إلى تقييم عن طريق المراقبة المستمرة والاختبارات الفصلية والامتحانات، وفق النظام المعمول به، وهذا في وقت شددت على منع العقاب البدني وكل أشكال العنف اللفظي والمعنوي والإساءة في مؤسسة التربية والتعليم. ويتعرض المخالفون لهذا لعقوبات إدارية دون المساس بحق المتابعة القضائية.

وتأتي تعليمات بن غبريت في وقت كشف أحد المفتشين البيداغوجيين عن تزايد معدلات التعدي على الطلبة الدارسين، تترتب عنها آثار نفسية، وتسبب ذلك في كرههم المدرسة ومن فيها، حيث كلها تأمر التلميذ بالالتزام بكذا والعمل بكذا من دون مراعاة لحالة الطلبة الدارسين النفسية وشعورهم، وهي القوانين التي ترجع إلى عهد التسعينيات ولم يتم تحيينها.

كما نقلت ذات التقارير أن الأطفال والمراهقين، وفي كل موسم دراسي، ضحية تعاملات سيئة، حيث لا يتم التعامل مع هذه الحالات وتشخيصها وعلاجها؛ بل يتم تطبيق القانون إداريًّا، بينما يتم إهمال المعالجة البيداغوجية، ما يقابلها بالتأكيد عنف وعنف مضاد، وإهمال، تجاهل وتعنيف وتوبيخ.

وحسب ذات المصدر فقد عرفت الآونة الأخيرة تضاعف حالات التعسف ضد الطلبة الدارسين، ومست حتى مرضى التوحد، والتي باتت تنتشر بكثرة وسط تلاميذ الابتدائية من دون أدنى اهتمام، ما جعل حالاتهم تتفاقم بسبب غياب مختصين يراعون الحالات النفسية لهم، خاصة عندما يصير الطفل عنيفًا، ويصعب التنبؤ بتصرفاته أو ضبطها، مع أن الأساتذة يشتكون من تلك الحالات، ويطالبون بالتكفل بها في المدارس المتخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، مع العلم أن هؤلاء ليسوا معوقين أو متأخرين، بل يفتقدون السلوك الاجتماعي السوي، وهم على قدر كبير من الذكاء، بحسب المتحدث الذي تأسف من إهمالهم بحجة عدم قدرة المدرسة على التكفل بتعليمهم، والأدهى من ذلك أن يتعرضوا لضرب عنيف وممارسات غير مدروسة؛ بسبب عدم معرفة كيفية التصرف معهم، ما يزيد في خلق أزمات نفسية.

وأكد أن حالات العنف القاسية على التلاميذ في تزايد، رغم توجيه تعليمات من قبل وزارة التربية الوطنية، وتوعية للأساتذة، ولكن العنف ما زال موجودًا في المدارس بكل أنواعه، وهذا نتيجة لطبيعة التوظيف وشروطه أولًا، ونتيجة لضعف التكوين ثانيًا.

عثماني مريم

 

من نفس القسم الوطن