الوطن
درجات الحرارة والتخوف من تعفن اللحوم أكثر ما يشغل الجزائريين هذا العيد !!
أغلبهم تزودوا بالمواد الأساسية خوفا من غلق التجار لمحلاتهم
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 19 أوت 2018
يحتفل الجزائريون غدا بعيد الأضحى وسط العديد من التخوفات حول سيناريوهات ومشاكل قد تنغص عليهم هذه المناسبة الدينة، أولها فشل نظام المداومة ككل سنة بسبب عدم التزام التجار والمخابز بالبرنامج المسطر، بالإضافة إلى التخوف من الانقطاعات في شبكات التزود بالمياه وحتى الكهرباء، ليبقي الهاجس الأكبر للجزائريين هو درجات الحرارة وتأثيرها على لحوم الأضاحي بعد الذبح وإمكانية تكرار سيناريو تعفن هذه الأخيرة للسنة الثالثة على التوالي.
• طواري بالأسواق وتخوف من فشل نظام المداومة
وقد عرفت الأسواق، في اليومين الماضيين، حالة من الطوارئ تحسبا لعيد الأضحى، فالتخوف من فشل نظام المداومة وغلق التجار لمحلاتهم طيلة أيام العيد جعل الجزائريين يحسبون ألف حساب ويجتاحون مختلف الأسواق والمحلات من أجل التزود بالسلع الضرورية، خوفا من حالة الشلل والركود التي تصيب مختلف الأحياء والبلديات بالعاصمة، بسبب عدم التزام التجار بنظام المداومة، خاصة وأن عيد هذه السنة سيكون استثنائيا، حيث يتزامن مع نهاية أوت واستمرار عطلة العديد من الجزائيين، بما يسمح للعديد من العائلات بقضاء هذا العيد بولاياتهم الأصيلة، وهو ما يعني أن تعطيل النشاط التجاري قد يدوم إلى غاية بداية الأسبوع القادم.
ومن بين أكثر النشاطات التجارية التي يتخوف الجزائريون يوم العيد من تعطلها هي المخابز، ولذلك فقد فضلت العديد من العائلات اقتناء كميات من الخبز أمس وتخزينه خوفا من تسجل ندرة في هذه المادة يوم العيد خاصة، كما سجلت المحلات التي تسوق مادة الحليب المدعم طوابير طويلة عريضة لمواطنين فضلوا اقتناء من 4 إلى 5 أكياس دفعة واحدة خوفا من ندرة هذه المادة صبيحة العيد.
• اختناق مروري حاد وطوابير على محطات الوقود
من جانب آخر لم تقتصر حالة الاكتظاظ على الأسواق والمحلات التجارية فقط، فحتى الطرقات عرفت حالة من الاختناق المروري بسبب أسواق الماشية والاكتظاظ الذي عرفته أسواق الخصر والفواكه، وحتى بفعل العدد الكبير من المركبات التي اصطفت لملء خزنات وقودها، لدرجة أن الطوابير في محطات الوقود باتت تمتد لمسافات بعيدة في الطرقات السريعة. وفضل العديد من أصحاب السيارات التزود بالوقود 48 ساعة قبل حلول عيد الأضحى، وهو ما خلق اكتظاظا رهيبا في محطات البنزين. ورغم تطمينات نفطال بوفرة الوقود يومي العيد، إلا أن عقلية الجزائريين التي لا تثق في أي تطمينات غلبت، ليتفق أغلب أصحاب السيارات على موعد واحد لملء خزنات سياراتهم بالوقود.
• الموالون يغادرون أسواق الماشية والسماسرة يسيطرون ليلة العيد
ولم تختلف الصورة كثيرا على مستوى أسواق الماشية، حيث عرفت هذ الأخيرة تزايدا في الإقبال عشية العيد وفضل العديد من الجزائريين التوجه لاقتناء الأضحية في لخر دقيقة من أجل الاستفادة من انهيار مرتقب للأسعار، خاصة لدى السماسرة الذين جلبوا كميات كبيرة من رؤوس الأغنام وانصدموا بإقبال ضعيف لديهم، وهو ما سيجبرهم على تخفيض الأسعار ليلة العيد حتى لا يتكبدوا خسارة عشرات الخرفان المتبقية والتي لن يتمكنوا من تحمل تكليف العناية بها حتى السنة المقبلة، باعتبارهم ليس لديهم لا الخبرة ولا الإمكانيات الكافية لذلك، غير أن الأسعار لم تنخفض كما كان متوقعا، بل بالعكس فإن الإقبال المتزايد رفع الأسعار إلى مستويات أعلى، ما جعل العديد من المواطنين يحرمون من الأضحية.
• درجات الحرارة تشغل الجزائريين وتعفن اللحوم الهاجس الأكبر
وفي سياق متصل، شغلت درجات الحرارة المتوقعة يومي العيد أمس أغلب الجزائريين الذين ضلوا يبحثون في مواقع الأنترنت ونشرات الأخبار على التلفزيون عن وضع الطقس يوم الثلاثاء من أجل معرفة مدى تأثير هذه الحرارة على لحوم أضاحيهم، بما أن هناك العديد من العائلات من تفضل تقطيع الأضحية ثاني يوم العيد، وهو الأمر الذي حذر منه البياطرة وبعض جمعيات حماية المستهلك، باعتبار أن الحرارة المرتفعة وترك الأضحية في مكان مقابل للشمس قد يؤدي إلى تلفها، ما قد يعيد سيناريو تعفن لحوم الأضاحي، رغم أن جمعيات حماية المستهلك استبعدت الحرارة والرطوبة من الأسباب الرئيسية لما حدث للجزائريين العامين الماضيين، إلا أن الجمعيات رغم ذلك دعت الجزائريين لترك الأضحية تجف مدة تتراوح بين ساعتين إلى ثلاث ساعات في مكان بارد أو على الأقل بعيد عن الشمس وتقطيعها في اليوم الأول للعيد حتى يتجنبوا تعفن اللحوم بسبب الحرارة.
س. زموش