الوطن

"الوكريف" بدل الخرفان للتضحية بأقل الأسعار ؟!

باتت عادة العديد من العائلات خاصة في السنوات الأخيرة

سعر الوكريف ما بين 18 حتى 30 مليون سنتيم والمسوكية بـ 20 مليونا

 

تحول شراء العجول والأبقار إلى خيار للكثير من العائلات الجزائرية، في السنوات الأخيرة، بسبب تراجع القدرة الشرائية وغلاء أسعار الأضاحي من الخرفان، حيث بات الجزائريون يشتركون في سعر اقتناء ما يعرف بالوكريف حتى لا يحرموا من أجر النحر خاصة بالنسبة للعائلات الكبيرة.

ومع اقتراب عيد الأضحى لا تتجه الأنظار فقط للكباش باعتبارها الأضحية السنّة التي شرعت للمسلمين، فقد تحول شراء العجول أو "الوكريف" إلى خيار للكثير من الجزائريين خلال عيد الأضحى، حيث أصبح الكثير من الجزائريين، في السنوات الأخيرة، يميلون إلى اقتناء الثيران والأبقار بدلا عن الكباش من أجل التضحية بها يوم العيد، وتعددت أسباب هذا الاختيار بين التقليل من تكلفة الأضحية، خصوصا مع ارتفاع ثمن الكباش وتعديها قدرة المواطن البسيط، وبين تفضيل البعض لحم البقر الخالي من الشحوم والدهون على لحم الغنم. أما عن الأسعار وحسب ما أكده بعض الموالين لـ"الرائد"، فبالنسبة للعجل الذي يتراوح وزنه بين 160 و240 كيلوغرام تتراوح الأسعار ما بين 18 و25 مليون سنتيم، وكلما زاد وزنه وانخفض سنه يرتفع سعره أكثر وقد يصل حتى 30 مليون سنتيم إذا فاق وزنه 300 كيلوغرام. 

أما البقرة التي يطلق عليها اسم "مسوكية" (لم يسبق لها الحمل من قبل)، فيتراوح سعرها بين 14 و20 مليون سنتيم. 

ورغم أن هذه الأسعار تعد مرتفعة نسبيا مقارنة بأسعار الموسم الماضي، إلا أن الطلب عليها حسب الموالين مرتفع. 

فبعملية حسابية بسيطة يتضح أن اشتراك 7 أفراد في بقرة أو عجل ثمنه 25 مليون سنتيم تكلف الفرد الواحد حوالي 3 ملايين سنتيم وهو سعر لا يمكن أن يشتري أضاحي من الخرفان، فأقل أضحية من الخرفان يزيد سعرها عن 3 ملايين ونصف مليون سنتيم.

 

انتشار الحمى القلاعية يربك العائلات و"فايسبوك" و"واد كنيس" بحثا عن عجل سليم

 

لكن من جانب آخر، فإن انتشار خبر ظهور وباء الحمى القلاعية في عدد من الولايات جعل العديد من العائلات، خاصة المقيمة في العاصمة والمعتادة على نحر العجول والأبقار في عيد الأضحى، تدخل في دوامة من الحيرة، خاصة أن الدولة رخصت بفتح أسواق الماشية أمام الكباش فقط، وهو ما دفع ببعض العائلات المعتادة على نحر الأبقار وتناول لحومها دون سواها للتنقل إلى خارج العاصمة لتمضية عيد الأضحى، باعتبار أن نحر البقر عرف متفق عليه وليس بالإمكان تعويضه أو الاستغناء عنه، في حين لجأت عائلات أخرى لصفحات مواقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" وموقع واد كنيس اللذين دخلا السباق في عرض المواشي للبيع، من أجل البحث عن أبقار وعجول للبيع عند الموالين.

 

عية: التضحية بالعجول جائز بشروط

 

وعن رأي الشرع في التضحية بالعجول والأبقار بدل الخرفان، أكد أمس إمام المسجد الكبير بالعاصمة، علي عية، في تصريح لـ "الرائد"، أن الاشتراك بالأموال في أضحية العيد إن كانت الأضحية عجلا أو إبلا يجور، مضيفا أنه يجوز اشتراك سبعة أشخاص في الأضحية الواحدة من العجل على أن يكون سن العجل ليس أقل من ثلاث سنوات وداخلا في السنة الرابعة، وأضاف عية بأن أفضل أضحية بالنسبة للمذهب المالكي هي التضحية بلحوم الغنم، لكن يجوز التضحية بالعجل ويجوز أن يشترك في دفع ثمنه حتى سبعة أشخاص وليس أكثر ويجازون جميعا كما يتقاسم الأجر والثواب أهل بيت المضحي الذي تنحر الأضحية باسمه. 

وقال عية أن النية هي الأهم في التضحية فباختلاف النية يختلف الأجر، يضيف عية الذي قال إنه لا يجوز التضحية فقط من أجل اتباع الجيران أو من أجل لهو الأطفال وغير ذلك، فإنه لا يؤجر على الأضحية ويبطل عمله، إنما ينبغي أن تكون الأضحية لابتغاء وجه الله وتطبيق السنة النبوية. 

وقال عية أن التضحية بالعجول أصبحت منتشرة في السنوات الأخيرة بسبب انخفاض تكاليف للمضحين، مشيرا في ذات الصدد أن أضحية العيد هي سنّة مؤكدة وليست واجبة وترتبط بقدرة المرء على اقتنائها دون أن يكون محتاجا لثمنها في شؤونه الضرورية خلال عام.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن