الوطن

مواطنون في رحلة البحث عن أضاحٍ بشهادات ضمان وشهادات جودة؟!

خوفا من تكرار سيناريو تعفن اللحوم للعام الثالث على التوالي

"المعريفة" لاقتناء أضحية سليمة

 

تحول هاجس سلامة الأضاحي هذه الفترة إلى الشغل الشاغل للجزائريين المقبلين على شراء أضحية العيد هذه السنة، حيث يجتهد هؤلاء في الطريقة المناسبة لضمان سلامة لحم أضحيتهم، وقد فضل الكثيرون اقتناء الكباش من موالين أو حتى سماسرة من معارفهم، في حين يبحث آخرون عن شراء أضاحٍ بشهادات جودة وشهادات صحية وحتى بشهادات ضمان.

ومع بدء دخول أولى أعداد الأضاحي للمدن الكبرى وبدء تنصيب أسواق موازية ونقاط بيع رسمية للأضاحي، بدأ الجزائريون رحلة البحث عن أضاح سليمة قبل أن يكون سعر هذه الأخيرة مقبولا، حيث تحولت سلامة الأضاحي هذه السنة بالنسبة للعديد من المواطنين خاصة أولئك الذين كانوا ضحية فساد لحوم، في السنتين الماضيتين، إلى أولوية تسبق أي أولوية أخرى تتعلق بالسعر أو الحجم. وقد تطور هذا الهاجس بالنسبة للبعض ليتحول إلى هوس حقيقي، فقط من أجل عدم تكرار فضيحة العامين الماضيين. وتباينت طرق وحيل الجزائريين في البحث عن الأضحية المناسبة.

 

"المعريفة" لاقتناء أضحية سليمة!

 

وخوفا من فساد الأضاحي، فإن العديد من المواطنين لجأوا لاقتناء الأضاحي من معارفهم سواء كانوا موالين أو سماسرة، ومقاطعة نقاط البيع العشوائية وحتى الرسمية، حيث بات العديد من المواطنين يبحثون عن أشخاص ثقة تربطهم بهم سابق معرفة، جلبوا كميات من الأضاحي لتسويقها. فالعديد من الأحياء تشهد، مع اقتراب عيد الأضحى، تسويقا معتبرا للأضاحي على مستوى إسطبلات عشوائية أو حتى مستودعات، وعادة ما يكون أصحاب هذه الأضاحي هم شباب الأحياء جلبوها خصيصا لتسويقها لجيرانهم ومعارفهم. ويعتمد العديد من المواطنين على سابق المعرفة والثقة التي تربطهم بهؤلاء الأشخاص لاقتناء الأضحية، في حين قرر عدد من الراغبين في شراء الأضحية هذه السنة عدم اقتناء هذه الأخيرة إلا من نقاط البيع المعتمدة كما نصحت به جمعيات حماية المستهلك، خاصة أن نقاط البيع هذه مزودة بأطباء بياطرة ومن ينشط بها هم موالون قادمون من ولايات مختلفة، ما يعني أنه لا وجود للسماسرة الذين كانوا المتهم رقم واحد في فضيحة اللحوم الفاسدة.

 

اشتراط الحصول على وصل وضمان قبل شراء "الكبش"

 

من جانب آخر، يعتبر عدد من المواطنين أن وجود وصل ضمان يتعهد فيه الموال بتعويض الزبون على الأضحية في حال فساد لحومها هو أمر ضروري، بعد ما حدث في السنتين الماضيتين، معتبرين أن الخطوة التي بادر بها أحد الموالين في قسنطينة، العام الماضي، عندما أعطى ضمان 24 ساعة على أضاحي العيد هي خطوة يجب أن تعمم عبر مختلف الموالين ونقاط البيع هذه السنة أيضا، خاصة أن الأسعار حاليا تعد مرتفعة مقارنة بما كانت عليه السنة الماضية، ما يعني أن خسارة المواطنين في حال تكرار فضيحة اللحوم الفاسدة ستكون الضعف.

من جانب آخر، تعتبر جمعيات حماية المستهلك مطلب المستهلكين هذا منطقيا، معتبرة أن الشخص الذي يقتني سلعة مهما كانت بسيطة من حقه الحصول على وصل الشراء الذي يعد ضمانا له، فما بالك بالذي يقتني أضحية بالملايين.

 

... و"الثقة" في الشهادة الطبية

 

غير أن الطريف هو ما ذهب إليه بعض المواطنين الذين طلبوا من الموالين والسماسرة إجراء تحاليل طبية للأضحية التي ينوون شراءها، من أجل التأكد من عدم إصابتها بأي أمراض وعدم تعرضها للتسمين بالهرمونات، ما يضمن لهم عدم فساد لحمها بعد الذبح. كما وقفنا في عدد من أسواق الماشية، أمس، على مطالبة بعض المواطنين الموالين بشهادات طبية وشهادات جودة قبل شراء الأضحية، فقط للتأكد من سلامتها وسلامة لحمها بعد الذبح.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن