الوطن

عمال سونلغاز يتعرضون لـ 1000 حادث و27 وفاة في 2018

تنامٍ رهيب لعدد حوادث العمل بالمؤسسة

أثارت النقابة الوطنية لعمال الكهرباء والغاز "سونلغاز" قضية التنامي الرهيب لعدد حوادث العمل المميتة، التي بات يتعرض لها العمال عبر مختلف ولايات الوطن، حيث تم تسجيل وفاة 7 عمال خلال شهر واحد، محملة إدارة المجمع مسؤولية هذه الوفيات بسبب غياب وسائل الحماية الأمنية.

وحسب رئيس النقابة الوطنية المستقلة لعمال الكهرباء والغاز، ملال رؤوف، في تصريح صحفي، فإنه تم تسجيل ضحية جديدة بشركة سونلغاز، وهو يحياوي عبد الوهاب، عامل بمديرية البيض، حيث توفي منذ يومين بعد حادث عمل (صعقة كهربائية)، مؤكدا أن عدد وفيات حوادث العمل بالجزائر في ارتفاع رهيب.

وأوضح ملال رؤوف أنه رغم غياب أرقام دقيقة عن حالات حوادث العمل، إلا أن الوفيات صنعت الحدث، حيث سجل وفاة 27 عاملا منذ بدية 2018، مشيرا أن عدد الحوادث تجاوز 1000 حادث خلال هذه الفترة، أدت خلال شهر جويلية الماضي إلى وضع حد لحياة 7 عمال، قبل أن ينطلق شهر أوت الجاري بحالة وفاة جديدة سجلت، حسبه، بالبيض، في ظل صمت إدارة "سونلغاز" ورفضها فتح ملف هذه الحوادث المميتة.

وحذر النقابي من غياب أدوات ووسائل وإمكانيات الوقاية والأمن لسلامتهم، وهو ما يسبب حوادث مميتة، حيث يتعرضون لها أثناء تأديتهم لمهامهم بشكل كبير، علما أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع إذا ما استمرت شركة سونلغاز في رفض تأمين العمال وتحصينهم بوسائل وقاية وأمن، على غرار ما هو معمول به في كل دول العالم، حسب النقابة.

وسجل السنة الماضية 56 حادث وفاة، أي بنسبة وفاة كل أسبوع، وهو العدد الذي تخوفت نقابة "سونلغاز" أن يسجل ارتفاعا هذه السنة، حسبها، على اعتبار تشجيع السلطات العمومية للسياسة المنتهجة حاليا ضد العمال من طرف شركات التوزيع. يأتي هذا فيما يشكو العمال ، حسب ذات المصادر النقابية، من مشاكل عديدة، أخطرها حوادث العمل التي أخذت أبعادا خطيرة جدا، في ظل تقاعس خطير لمفتشيات العمل ولوزارة العمل التي أصبحت عدوا للعمال، على حد تعبيرها.

وبناء على ممثلي العمال، فإن هذه الحوادث في حال لم تتسبب في وفيات لدى العمال، فهي حتما ستترك فيهم عاهات مستديمة أو إعاقات خطيرة، وستغير بذلك حياتهم من السيئ إلى الأسوأ، دون الاستفادة من تعويضات من الشركة على الأقل، مردفا يقول بأن عمال التنفيذ والمهارة في شركات التوزيع هم فئات منكوبة، فزيادة على التعسف الذي يتعرضون له، فهم لا يستفيدون من منحة خطر ومنحة تحفيزية لحياة كريمة لهم.

يأتي هذا في الوقت الذي تسهر نقابة "سونلغاز" على المطالبة بتدخل رئاسة الجمهورية لإنصاف العمال من جهة، وإرجاع شركة سونلغاز إلى جادة الصواب من جهة أخرى، من خلال فرض تحسين خدمتها العمومية للمواطنين وتوعيتهم بالتعريفات المعتمدة، مؤكدا على "ضرورة إعادة هيكلة هذه المؤسسة الرقابية".

وكانت النقابة الوطنية المستقلة لعمال الكهرباء والغاز قد طالبت، منذ أسبوع، سلطة ضبط الكهرباء والغاز "بالعمل الجدي والفعال من أجل مراقبة الشركة الوحيدة لإنتاج وتوزيع الكهرباء، والحرص على تطبيقها للقانون"، مشددة على "مكافحة ظاهرة رداءة الخدمة العمومية وسوء التسيير، من أجل تطوير رؤية الشركة من أجل ازدهارها وتطورها، وبالنتيجة الحتمية تطور وازدهار الحقوق العمالية".

عثماني مريم

 

من نفس القسم الوطن