الوطن

أزمة حادة ببنوك الدم صيفا

بسبب تراجع عدد المتبرعين مقابل ارتفاع في الطلب جراء كثرة حوادث المرور

قدور غربي: حملات تحسيسية وقوافل تزور الشواطئ لحث المصطافين على التبرع بالدم

 

تعرف بنوك الدم عادة خلال موسم الاصطياف أزمة حادة بسبب تراجع عدد المتبرعين مقابل ارتفاع في الطلب جراء كثرة حوادث المرور، هذه الفترة التي غالبا ما تخلف جرحى يحتاجون لكميات كبيرة من الدماء لإنقاذ حياتهم. وبسبب هذه الوضعية وهذا الشح، تحركت جمعيات المجتمع المدني والكشافة الإسلامية وحتى عدد من المستشفيات لتكثيف حملاتها التحسيسية هذه الأيام، حتى وسط المصطافين لحثهم على التبرع بدمائهم وتغطية الندرة الموجودة.

وقد دق عدد من المستشفيات، في الفترة الأخيرة، ناقوس الخطر بشأن تراجع المخزون أو الاحتياطي الحالي في بنوك الدم، حيث بات المخزون لا يكفي أكثر من شهر بحسب مصادر طبية، والتي أرجعت تراجع احتياطي الدم إلى عطلة الصيف، إذ يقل عدد المواطنين المتبرعين بدمائهم، وأيضا إلى ارتفاع نسبة حوادث السير التي غالبا ما تخلف جرحى ومعطوبين يحتاجون إلى كميات كبيرة من الدماء لإنقاذ حياتهم، كل هذا يضاف إلى ضعف ثقافة التبرع بالدم في الجزائر، حيث لا يشعر المواطن بأهمية مادة الدم إلا بعد أن تقع له حادثة، فيبحث عن الدم الذي يعوض ما فقده جسده.

ويؤكد المختصون أن ثقافة التبرع بالدم ليست على ما يرام بالجزائر، فحسب الإحصائيات المقدمة، لا يوجد إقبال كبير، فيوميا يسجل ما بين 15 و20 متبرعا وفيهم 5 أو 6 جدد، تكون لهم علاقة مباشرة مع المحتاج للدم، ما يعني أن العملية عادة تكون محصورة بين أهل وعائلات المحتاج للدم ولا تتعدى ذلك.

 

قدور غربي: حملات تحسيسية وقوافل تزور الشواطئ لحث المصطافين على التبرع بالدم

 

وبسبب انخفاض التبرع بالدم في فصل الصيف خاصة، تبنى عدد من الجمعيات التي تنشط في المجال التطوعي، تنظيم حملات صيفية للتبرع بهذه المادة الحيوية، بهدف توفير مخزون كافٍ من الدم، وإنقاذ حياة الكثير من المرضى وضحايا حوادث السير خاصة في فصل الصيف. وفي هذا الصدد، أكد أمس رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات التبرع بالدم، قدور غربي، أن فصل الصيف كل سنة يشهد تراجعا حادا في مخزون الدم على مستوى بنوك الدم في المستشفيات بسبب انشغال الجزائريين بعطلة الصيف والاستجمام والذهاب للشواطئ، مشيرا أن هذا يقابله تزايد في احتياج هذه المادة على مستوى المستشفيات بسبب ارتفاع نسبة حوادث المرور وحتى نسبة الولادات، وما يتطلبه ذلك من توفير كميات كبيرة من مختلف فصائل الدم، وهو ما يخلق أزمة حقيقية تتزايد حدتها خلال أشهر جوان وجويلية وأوت. 

وأضاف غربي في تصريح لـ"الرائد" أنه بسبب هذه الوضعية تحركت الفدرالية لتنظيم حملات تحسيسية لحث المواطنين على التبرع بالدم، من خلال قوافل تزور حتى الشواطئ. 

ووجه قدور نداء إلى كل المواطنين الذين يتمتعون بصحة جيدة ويبلغون من العمر ما بين 18 و65 سنة إلى التوجه إلى مراكز حقن الدم بالمؤسسات الاستشفائية للتبرع بقليل من هذه المادة لإنقاذ  أرواح في حاجة ماسة إليها، مشيرا أن المجتمع الجزائري مقبل على الاحتفال بعيد الأضحى المبارك وأن التبرع بقليل من الدم "لا يعتبر صدقة جارية فحسب بل يستفيد صاحبه من تحاليل طبية شاملة قد تبين بأنه حامل لفيروسات أو أمراض أخرى يجهلها، وتساعده هذه العملية على الحصول على تكفل طبي في وقته". 

كما يستفيد المتبرعون بالدم، حسب غربي، من بطاقة فصيلة قد تساعدهم في حالة تعرضهم إلى حادث ما في الحصول على الدم اللازم دون اللجوء إلى تحاليل جديدة، مطمئنا في ذات الوقت جميع المتبرعين بأن مراكز حقن الدم والشاحنات تحتوي على وسائل معقمة وبها فريق طبي يسهر على توجيه المتبرعين.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن