الوطن
الجزائريون مجبرون على استهلاك المياه المعدنية بسبب رداءة مياه الحنفيات
رغم غلاء أسعارها مقابل تدني القدرة الشرائية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 10 أوت 2018
تضاعف استهلاك الجزائريين للمياه المعدنية ومياه المنابع بشكل كبير، في السنوات الأخيرة، بعدما تحولت مياه الحنفيات في العديد من الولايات لمياه غير صالحة للشرب، وهو ما جعل الجزائريين يدفعون فاتورة المياه مرتين.
ولم يعد العديد من الجزائريين قادرين على استهلاك مياه الحنفيات بسبب غياب الجودة والمذاق الحسن عن هذه المياه، حيث كثيرا ما يتفاجأ المواطن باختلاف مذاق ولون وحتى رائحة ماء الشرب، وهي الوضعية التي تعرفها بعض البلديات في العاصمة على غرار بلدية جسر قسنطينة وبراقي وبير خادم، لمدة فاقت السنتين، ليتحول الأمر إلى واقع يومي وجب على السكان التأقلم معه، بضرورة الامتناع عن استهلاك هذه المياه للشرب وتعويضها بالمياه المعدنية ومياه المنابع، حيث بات السكان في هذه البلديات مجبرين يوميا على اقتناء كميات من المياه المعدنية على اختلاف ماركاتها بالأسواق، خوفا على صحتهم وصحة أبنائهم من خطورة مياه الحنفيات، والتي تكون أحيانا ملوثة وأحيانا تحتوي مذاقا غريبا وطعما لا يشبه طعم المياه العادية، وأحيانا تحتوي على رائحة الكلور، وهو ما يجعلها تتسبب في إسهال شديد للأطفال وحتى الكبار، خاصة عندما تكون نسبة التلوث كبيرة.
هذا وقد دفعت زيادة معدل استهلاك الجزائريين للمياه المعدنية، في السنوات الأخيرة، إلى ظهور عشرات علامات تعبئة المياه المعدنية، حيث تعرف السوق الوطنية أكثر من 15 علامة للمياه المعدنية التي تبقى بديل الجزائريين عن مياه الحنفيات. ورغم أسعار هذه الأخيرة التي باتت تعرف الارتفاع كل مرة، يظل الجزائريون يرون في هذه المياه المعبأة في قارورات والمغلقة بإحكام بديل ثقة أكثر من مياه الحنفيات، وتخصص العديد من الأسر ميزانية شهرية أو أسبوعية لاقتناء قارورات المياه المعدنية سعة 5 ل أو 10 وحتى 20 ل، حيث أصبحت العديد من الشركات تنتج السعات والأحجام الكبيرة بسبب كثرة الإقبال. وحسب ما أكده العديد من المواطنين، فإن الميزانية التي تخصص لاقتناء المياه المعدنية دائما ما تفوق ما يدفعه المواطن كفاتورة مياه بسبب غلاء هذه المياه من جهة، وكذا بسبب الكميات الكبيرة المستهلكة من طرف الأسر، خاصة الأسر التي يكون فيها عدد الأفراد يتجاوز الأربعة، وبالتالي فإن الأعباء والمصاريف التي كان يدفعها الجزائري للاستفادة من الماء أصبحت مضاعفة بسبب نوعية ورداءة المياه.
من جانب آخر، وجد العديد من المواطنين في مياه الآبار والينابيع الطبيعية بديلا صحيا ومجانيا عن مياه الحنفيات، حيث يقطع العديد من المواطنين مسافات بعيدة فقط للتزود بهذه المياه واستعمالها للشرب.
دنيا. ع