الوطن
"الطلابي الحر" يحذر حجار من التقليل من شأن الباحثين والطلبة المتفوقين
استنكر تصريحاته النارية التي تثبط العزائم
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 10 أوت 2018
سعيد. ح
تأسف الاتحاد العام الطلابي الحر على "التصريحات الصادمة لوزير التعليم العالي والبحث العلمي"، مؤكدا أنها "قللت من شأن الباحثين وكذا الطلبة المتفوقين"، قائلا إنه في الوقت الذي تعمل من خلاله الدول التي تقدر الكفاءات على تخصيص ميزانيات ضخمة لاستقطابهم وتحقيق طموحاتهم وتجسيد أفكارهم، يقابلها بالجزائر تصريحات الهدف من ورائها تثبيط للعزائم".
وأعرب الاتحاد الطلابي الحر، في بيان له، عن "أسفه لتصريحات الطاهر حجار التي تناقض توجهات رئيس الجمهورية بوتفليقة الذي كرس تقليدا للنجباء والأوائل بتكريمهم والتكفل بدراساتهم لتكوين نخب تواكب الحداثة وتعتلي أفضل المراتب"، متسائلا "هل هذه التصريحات تناقض عرف الدولة الجزائرية وتترجم هذا الكم من الأدمغة التي استقالت وهاجرت؟".
وحسب الاتحاد الحر، فإنه "عوض أن تفكر الوزارة في الاهتمام بالنوابغ وإنشاء "أقطاب الامتياز" التي نجحت في العديد من الدول بخلق نخبة قادرة على خدمة وطنها وتحريك عجلة التنمية والاقتصاد، ما يدفعنا للتساؤل عن غياب رؤية لتشجيع الكفاءات والمغزى من رفع الوزارة شعار "البحث العلمي".
وأوضح أن "تصريحات الطاهر حجار حول جدوى نيل الجزائر لجائزة "نوبل" جاءت في غير سياقها". وأكد الاتحاد "نجد إصرارا في تصريحاته الإعلامية التي ابتغى منها التبرير على أنه لا مكان للاهتمام بالمتفوقين، وأن الجزائر لا تملك معاهد متخصصة لهم"، أضف إلى ذلك حديثه بأن "الجزائر تكوّن الإطارات وتصرف عليهم ملايير الدولارات ويستفيد منها غيرنا".
وأشار أن "الأولى على الوزارة إعطاء حلول بدل التباكي"، مبرزا أنه بات من الضروري تطبيق برنامج رئيس الجمهورية الذي يشدد في كل مرة على ضرورة تحويل نتائج البحث والمعرفة من النطاق الأكاديمي إلى العالم الاقتصادي والاجتماعي، وتحيين مضامين المناهج الدراسية بمؤسسات القطاع، وكذا انتهاج أساليب عصرية في التسيير الإداري للجامعة".
واستغل الاتحاد الفرصة ليطالب بـ"استدراك النقائص التي يتخبط فيها تطبيق نظام أل. أم. دي الذي سوق بأنه سيدخل الجزائر في عهد جديد من الازدهار والتطور، لكونه يربط الجامعة بالمحيط الاقتصادي والاجتماعي، والذي تبخر في ظل استمرار ارتفاع نسب البطالة لدى الجامعيين"، متسائلا "ما الفائدة إذن من ملايين الشهادات التي تمنحها الجامعة؟ دون الاهتمام بالجانب البيداغوجي والمرافقة للطالب بربطه بسوق العمل".
وأكد "غياب تقييم حقيقي لهذا النظام بما يتماشى وخصوصيات البلد، ما جعل من الكم الهم الوحيد بعيدا عن تكوين "موارد بشرية" أو "نخب"، في ظل تراجع المستوى العام وبإقرار من الوزارة نفسها"، معتبرا أن "السنوات الأخيرة كشفت عن أخطاء كثيرة من خلال فتح عشرات المسارات في التكوين العالي قد تم التراجع عن بعضها".
وأشار الاتحاد إلى الشهادات التي تمنح لملايين الطلبة دون أن تؤهِّلهم للوظيفة في ظل عدم تطابق بعض التخصصات مع سوق الشغل، أضف إلى ذلك مهازل تضخيم العلامات خاصة في طوري "الليسانس" و"الماستر"، مؤكدا أن علامات 18 و19 أصبحت لصيقة ببحوث شكلية مستنسخة في الغالب. ويأتي هذا بعد أن ندد بـ"وضعية بعض الإقامات الجامعية التي صارت غير مؤهلة لاستقبال الطلبة (انعدام التهيئة، غياب النظافة، تسرب المياه وأفرشة رثة...). "وإذ نعتبر أن عدم تهيئة الظروف المريحة للطالب تنعكس سلبا على تحصيله العلمي وتجعله يغرق في مستنقع الإقامات المهترئة".
وجدد ندائه لـ"الوزارة الوصية من أجل الوفاء بالتزاماتها من خلال الاتجاه إلى إصلاح عميق للخدمات الجامعية، والتوجه إلى الدعم المباشر للطالب بفتح ورشات لدراسة البدائل وآليات الدعم، والابتعاد عن إهدار الأموال الضخمة في صفقات لتموين الإقامات لا يستفيد منها الطالب، لتدخل في خانة الفساد المالي جراء سوء تسيير"، موضحا أن "خير دليل على ذلك الفضائح المتكررة بالقطاع وعدد المدراء والمسؤولين المتابعين قضائيا".
وفي الأخير، أكد الاتحاد "تمسكه بالوقوف دائما إلى جانب الطلبة، مهتما بشؤونهم ومدافعا عن حقوقهم ومرافقا للإدارة الجامعية طيلة الموسم الجامعي".