الوطن
عيد الأضحى يحبس أنفاس الجزائريين ؟!
توقعات بأسعار مرتفعة واستمرار سيطرة السماسرة وتكرار تعفن اللحوم التخوف الأكبر
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 10 أوت 2018
تترقب العائلات الجزائرية اقتراب عيد الأضحى بحذر، حيث لم يعد يفصلنا على هذه المناسبة الدينية سوى أيام قليلة، في وقت لم تتضح الصورة بعد في أسواق الماشية، مع تأخر تنصيب نقاط البيع الرسمية وحديث عن ارتفاع في أسعار الأضاحي مقارنة مع السنة الماضية، بسبب خسائر تكبدها الموالون، ليبقى السماسرة هم الرابح الأكبر ويبقى أهم هاجس بالنسبة للمواطن هو تكرار سيناريو تعفن اللحوم للعام الثالث على التوالي.
تتجه أنظار الجزائريين هذه الفترة نحو أسواق الماشية، بما أنه لم يعد يفصلنا عن عيد الأضحى سوي أيام قليلة، وهي الفترة التي تبدأ فيها الأسواق تعرف نوعا من الحركية، رغم أن التوقعات تشير أن هذه الأخيرة لن تشهد إقبالا معتبرا سوى الأسبوع الذي يسبق العيد.
فالعديد من الجزائريين في عطلة، لتبقى التوقعات فيما يخص الأسعار تشير لاحتمال ارتفاع هذه الأخيرة بسبب خسائر يتحدث عنها الموالون من جهة، وبسبب استغلال السماسرة تأخر الإعلان عن نقاط البيع الرسمية لبسط سيطرتهم على العرض الموجود في الأسواق حاليا لإعادة بيعه على مستوى الأحياء والبلديات بأسعار تمثل أحيانا الضعف.
• السماسرة يستغلون فرصة تأخر فتح نقاط بيع رسمية
من جانب آخر، عرفت عملية فتح نقاط بيع الرسمية لتسويق الأضاحي هذه السنة تأخرا ملحوظا، فلحد الآن لم تباشر وزارتا التجارة والفلاحة التدابير والترتيبات الخاصة بمناسبة العيد الأضحى، بسبب تأخرها في تنظيم لقاءات مع الموالين والمربين مثلما جرت عليه العادة في السنوات الأربع الأخيرة، وحتى فاضاءات البيع لم تفتتح إلا الخميس الماضي في المدن الكبرى وخاصة العاصمة، رغم مطالب الفيدرالية الوطنية لمربي المواشي بضرورة إنشاء لجنة وطنية متكونة من وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري ووزارتي التجارة والداخلية والجماعات المحلية واتحاد الفلاحين، بالإضافة إلى المربين من أجل متابعة ومرافقة الموالين خلال عيد الأضحى الذي لا يزال يفصلنا عنه أقل من أسبوعين فقط، ما يعني أن تأخر تأطير المواليين سينعكس على وضع السوق ونجاعة حمايته من الاحتكار والسماسرة الذين يتلاعبون بالأسعار ويتعمدون رفعه.
هؤلاء الذين استغلوا تأخر وزارة الفلاحة والتجارة في الإعلان عن نقاط البيع الرسمية من أجل التدفق على الأسواق الأسبوعية للماشية واقتناء أكبر كمية ممكنة من الأضاحي بأسعار منخفضة نوعا ما، هذه الفترة، لإعادة عرضها بالعاصمة والولايات المجاورة على مستوى مستودعات في الأحياء ونقاط بيع غير رسمية، حيث عادة ما يتم تداول أسعار جد مرتفعة من طرف السماسرة.
• توقعات بأسعار مرتفعة رغم التطمينات
من جانب آخر، وبخصوص الأسعار، فإنه رغم التطمينات التي أطلقتها وزارة الفلاحة وفدرالية الموالين بشأن استقرار الأسعار، إلا أن السيناريو الأقرب للتحقيق هو الارتفاع بحسب مراقبين لأسواق الماشية والموالين أنفسهم، الذين يتحدثون كل سنة عن تكلفة مرتفعة لتربية المواشي وغلاء الأعلاف، ما ينعكس على سعر الأضحية، بالإضافة إلى دور الوسطاء والسماسرة والمضاربين الذين لا يزالون يسيطرون على أسواق الماشية، في ظل غياب تدابير حقيقية للقضاء عليهم أو تحجيم دورهم، ما يعني أن الأسعار ستخضع لمنطق هؤلاء الانتهازيين بعيدا عن أي عوامل سوق أو قواعد عرض وطلب، لتبقى هذه الفترة التي تتزامن مع فترة الولائم والأعراس الأكثر طلبا على الأضاحي، ما يعني أن الطلب قد يفوق العرض رغم أن القدرة الشرائية لعموم الجزائريين لن تسمح للعديد من الأسر بشراء الأضحية هذه السنة.
• هاجس الأضاحي الفاسدة يسيطر على الجزائريين وإمكانية تكرار السيناريو مطروحة
هذا وقد سيطر هاجس الأضاحي الفاسدة على أغلب الجزائريين المقبلين على اقتناء أضحية العيد هذه السنة، حيث يتخوف أغلب الجزائريين من تكرار هذا السيناريو خاصة أن أغلب الموالين لا يتعاملون بالصكوك التي فرضتها عليهم وزارة الفلاحة العام الماضي، بالإضافة إلى استمرار سيطرة السماسرة على سوق المواشي.
وحسب عدد من النشطاء في مجال حماية المستهلك، فإن تكرار فضحية اللحوم الفاسدة والأضاحي المحقونة بالهرمونات والمواد المضرة هذه السنة أيضا أمر غير مستبعد، فحتى لو وضعت السلطات المحلية بياطرة على مستوى نقاط البيع كما حدث السنة الماضية، فلا يمكن الكشف عن المواشي المحقونة بالهرمونات والمواد المضرة، فما بالك بالزبون أو المستهلك العادي.
وبدأت جمعيات حماية المستهلك تطلق منذ الآن تحذيرات بشأن ظاهرة المواشي المحقونة بالهرمونات التي أصبحت خطرا حقيقيا على صحة المستهلك، في حين يحمل الموالون مسؤولية تكرار هذه الظاهرة إن حدث هذه السنة أيضا للسماسرة، مشيرين أن أضاحيهم تباع للوسطاء سليمة وأن الحقن يتم عند هؤلاء من أجل تسمينها بشكل سريع.
س. زموش