الوطن
الجزائريون يواجهون مصاريف عيد الأضحى بجيوب منهكة
سيضطرون لدفع 8 إلى 10 ملايين سنتيم على الأضحية ولوازم العيد فقط
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 07 أوت 2018
تترقب العائلات الجزائرية عيد الأضحى بكثير من القلق والحيرة بسبب الأسعار التي تعرفها كل المتعلقات بهذا العيد من أضاح ومواد غذائية وحتى مواد وخدمات مرتبطة بالأضحية، لتشير بعض التقديرات أن الأسرة المتوسطة ستضطر لدفع ما بين 8 إلى 10 ملايين سنتيم فقط لتغطية مصاريف العيد.
ومع اقتراب العيد تحبس العائلات الجزائرية أنفاسها بسبب ما ينتظرها من مصاريف ترتبط بكل ما له علاقة بهذه المناسبة الدينية، أولها الأضحية التي تعرف أسعارها سقفا مرتفعا مرورا بمستلزمات ذبح هذه الأضحية والخدمات المرتبطة بها، وصولا للمواد الغذائية والخضر والفواكه التي تشهد بدورها التهابا غير مبرر بالأسواق، وحتي ملابس العيد بالنسبة للعائلات التي تفضل اقتناء ملابس جديدة لأبنائها. وحسب تقديرات بعض المراقبين والخبراء، فإن الجزائريين من العائلات المتوسطة التي لا يتجاوز أفرادها الـ5 أفراد، سيصرفون خلال عيد الأضحى ما بين 8 إلى 10 ملايين سنتيم كحد أدنى، ليرتفع هذا السقف بالنسبة للعائلات الكبيرة.
وبالنظر لمتوسط أجور الجزائريين والمصاريف المتتالية التي واجهوها، بدءا من شهر رمضان وعيد الفطر وبعدها عطلة الصيف وحاليا عيد الأضحى المتزامن مع الدخول المدرسي، فإن الأسر بدأت تنتهج سياسة شد الحزام، فالعديد منها تخلت عن العطلة الصفية وعوض الكثير من أرباب الأسر الاستجمام والسياحة المفروض أن تكون في العطلة الصيفية بالعمل الإضافي من أجل التمكن من توفير مداخيل مالية لتغطية المصاريف الكبيرة المنتظرة، ليبقى الحل عند شريحة كبيرة من المواطنين هو الاستدانة.
• بورصة الأضاحي تصدم الجزائريين
وبسبب بورصة أسعار الأضاحي المرتفعة، فإن العديد من الجزائريين قد يحرمون من شراء الأضحية هذه السنة أو يضطرون للاقتراض من أجل تغطية مصاريف العيد، حيث تشهد أسواق الماشية هذه الأيام ارتفاعا غير مسبوق في الأسعار بسبب سيطرة السماسرة والموالين المزيفين. وبحسب الجولة التي قامت بها "الرائد"، أمس، إلى عدد من نقاط البيع عبر العاصمة ومداخلها، فإن أسعار الأضاحي القابلة للذبح لا تقل عن 32 ألف دينار جزائري، في حين تبلغ أسعار الأضاحي المتوسطة التي يفضلها أغلب الجزائريين حدود 6 إلى 8 ملايين سنتيم، وتصل الأضاحي التي تفضلها العائلات ميسورة الحال إلى حدود الـ12 مليون سنتيم. وبالنظر لهذه الأسعار ومعدل القدرة الشرائية وأجور الجزائريين التي توجد في حالة انهيار، فإن أغلب المواطنين سيكونون في مواجهة ضائقة مالية كبيرة، خاصة أن العيد سيكون متزامنا للعام الثالث على التوالي مع الدخول المدرسي، ما يعني تضاعف المصاريف بشكل كبير.
• مطلوب ميزانية إضافية تصرف على مستلزمات الذبح وخدمات السلخ والتقطيع
من جانب آخر، فإن ما سيصرفه الجزائريون خلال العيد لن يتوقف فقط على شراء الأضحية، فهذه الأخيرة ترتبط بالعديد من المصاريف الأخرى، منها ما يتعلق بالذبح والسلخ وما يتطلبه ذلك من تجديد المعدات القديمة أو اقتناء أخرى جديدة والخدمات المرتبطة بالذبح والسلخ والتقطيع، والتي باتت هي الأخرى خدمات مدفوعة تتم عبر مختصين، أضف إلى ذلك ميزانية باتت تخصص لأماكن وضع الأضاحي بالنسبة لسكان العمارات، وحتى ميزانية تخصص لأعلاف هذه الأضاحي والتي يفضل العديد من الجزائريين اقتناءها قبل أسبوع على الأقل عن العيد.
• أسعار الخضر والفواكه... "القطرة التي ستفيض الكأس"
هذا وستكون الخضر والفواكه والمواد الغذائية الأخرى بدورها مصدر استنزاف لجيوب الجزائريين، خاصة مع الارتفاع الرهيب الذي تشهده على مستوى الأسواق، حيث وصلت أسعار البطاطا التي تعد المادة الأكثر استهلاكا عند الجزائريين حدود الـ90 دج، مع وجود توقعات باستمرار الارتفاع إلى غاية بداية سبتمبر، أي بعد عيد الأضحى.
ومن المنتظر أن يستغل المضاربون ككل سنة فرصة العيد لرفع الأسعار أكثر، في ظل غياب الرقابة والتنظيم في أسواق الجملة والتجزئة للخضر والفواكه، ما يعني أن الجزائريين سيجلدون بزيادات أكثر حدة في أسعار الخضر والفواكه.
س. زموش