الوطن
أطفال رضع يُستغلون في التسول تحت درجات حرارة تفوق الـ 40
في ظاهرة تتكرر كل صيف تحت أعين أجهزة الأمن والوزارات الوصية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 05 أوت 2018
عادت ظاهرة التسول باستعمال الأطفال الرضع في الطرقات السريعة، هذه الأيام، لتأخذ أبعادا خطيرة، حيث وجد بعض المتسولين في الأطفال الرضع وسيلة لاستعطاف المواطنين غير آبهين بالخطر المحدق بهؤلاء الأطفال عبر الطرقات السريعة تحت درجات حرارة تتجاوز الـ 40 درجة مئوية في بعض الأحيان.
وقد تفاقمت هذه الأيام بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة ظاهرة استعمال الأطفال الرضع وحديثي الولادة في التسول.
ففي الطريق السريع الرابط بين البليدة والعاصمة ينتشر العشرات من النساء يحملن أطفالا رضعا لا يتجاوز عمرهم الأربعة أشهر تحت شمس حارقة ودرجات حرارة مرتفعة وظروف خطيرة وسط الطريق السريع، لطلب الصدقة أمام أعين أجهزة الأمن.
فعلى مستوي ذات الطريق السريع في شقه الكائن ببابا علي، تنتشر هؤلاء النسوة مستغلات الازدحام المروري الناتج عن نقطة المراقبة المرورية الخاصة بمصالح الدرك الوطني هناك، لممارسة حرفة التسول دون أن تتدخل هذه الأجهزة الأمنية لتوقيفهن، وهو ما دفع عددا من الحقوقيين للمطالبة بتدخل من أعلى مستوى لإيقاف هذه الجريمة الإنسانية في حق الأطفال حديثي الولادة.
وفي هذا الصدد، اعتبر أمس رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، هواري قدور، أن ظاهرة استغلال الأطفال في التسول عبر الطرقات السريعة وفي ظروف قاسية، هو فعل مجرم قانونا والتساهل في التعامل مع مقترفيه يعد وصمة عار في جبين المسؤولين، مشيرا أنه على المخولين قانونا التدخل من أجل وقف هذه الظاهرة.
وقال هواري قدور، في تصريح لـ "الرائد"، أن المسؤول الأول عن إيقاف هذه الظاهرة هي وزارة التضامن باعتبارها الوزارة المكلفة بالأسرة والمرأة، بالإضافة إلى أجهزة الأمن من درك وشرطة المكلفين بمحاربة هذه الظاهرة، باعتبارها جريمة وضع لها إطار قانوني وعقوبات في قانون العقوبات المعدل والمتمم، مضيفا أن النيابة العامة والقضاء وحتى المصالح البلدية أيضا لهم مسؤولية قانونية تجاه هذه الجريمة التي ترتكب في حق الطفولة، مشيرا أن الرابطة طالبت في العديد من المرات بتفعيل القوانين التي تجرم استغلال الأطفال في التشرد والتسول، كما دعت في أكثر من مناسبة لسن قوانين وتدابير من أجل تكفل أفضل بفئة الأطفال خاصة لدى الفئات المعوزة، من أجل توفير جو مناسب لرعايتهم وتربيتهم بطريقة صحيحة، إلا أن النتيجة لا شيء.
دنيا. ع