الوطن
مهازل التربية تتواصل... مراهقون سيسيرون مؤسسات تعليمية
ناجحون في سلك مدراء المؤسسات لا يتجاوز سنهم 23
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 04 أوت 2018
أفرجت قوائم الناجحين في الامتحان المهني بعنوان سنة 2018 عن ناجحين في سلك مدراء المؤسسات لا يتجاوز سنهم 23، فيما كان غالبية الآخرين أعمارهم بين 27 و38 سنة، وهو ما أثار ضجة بقطاع التربية الوطنية، وشككت العديد من الأطراف في مقدرة هؤلاء على تسيير مختلف المؤسسات التعليمية بمختلف أطوارها.
واصطدم قطاع التربية الوطنية، لدى إعلان نتائج مدراء المؤسسات التعليمية، وفق قائمة الناجحين في الامتحان المهني بعنوان 2018 حسب درجة الاستحقاق، بنجاح مترشحين ازدادوا في سنة 1995، في حين كان غالبية المدراء الآخرين مولودين بين 1980 و1990 وآخرون بين 1974 و1976، وانتقد الكثير من مدراء الابتدائي والأطوار الأخرى هذه النتائج واعتبروها وراء انهيار قطاع التعليم بالجزائر، على اعتبار أن صغر سن المدراء سيعيقه في أداء مهامه، في ظل قلة الخبرة.
كما اعتبر أن الترقية من رتبة أستاذ إلى رتبة مدير مباشرة دون المرور برتبة مستشار في المتوسط أو ناظر في الثانوي، هي ترقية فاشلة تماما والمشاكل الحالية على مستوى المؤسسات التربوية خاصة في إدارة الموارد البشرية التي أثبتت ذلك.
وهو ما أيده الناشط التربوي، كمال نواري، الذي علق على الموضوع قائلا: "أن تكون نائبا في المجلس الشعبي الوطني في عمر 25 سنة عادي جدا، ولكن أن تكون مدير متوسطة أو ثانوية في سن 27 سنة غير عادي، مشككا في صمود الشباب في رتبة مدير، لأن المهمة شاقة، والظروف صعبة جدا.
وتعالت الأصوات ضد توظيف أطفال لتسيير مؤسسات تعليمية، بعد أن أجمع الكثير من الأساتذة الذين فشلوا في الامتحانات الخاصة بالترقية على أن ما حصل هو مهزلة، قائلين: "مهازل توالت بعد تمكين أطفال "2000 و1990 و1980 من التوظيف والترقية لمدراء ومفتشين خاصة ما تعلق بالعنصر النسوي".
وعلى عكس هذه الانتقادات، قالت فئة من الأساتذة والمدراء أن صغر سن المدراء لن يسبب مشاكل في التسيير أو في التواصل مع طاقمه التربوي وشركاء المؤسسات التربوية، على اعتبار أن الأمر يرتبط أساسا بالشخصية في احتواء كل الفاعلين التربويين لمؤسساتهم من أساتذة وأولياء وتلاميذ.
وأكدت هذه الأطراف أن معيار العمر الزمني للمدير لا علاقة له بنجاحه في مسيرته المهنية كمدير، والواقع حسبهم أثبت أن الكثير من المديرين لم يتجاوزوا سنهم الثلاثين ولكنهم كانوا مثالا للقائد المتميز والإداري الكفء، فقطعوا بذلك أشواطا في رقي مؤسساتهم، وأثبت الواقع أيضا أن منهم من تجاوز الخمسين ولكنهم أساؤوا لهذه الرتبة بسوء تسييرهم وجهلهم بأبسط قواعد التربية والتشريع.
سعيد. ح