الوطن
فوضى على أبواب المساجد...؟!
باتت تعرف نشاطا تجاريا فوضويا، تسول ورمي للنفايات يمس بحرمة بيوت الله
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 04 أوت 2018
لم تعد العديد من المساجد عبر الوطن تتمتع بالحرمة التي كانت عليها قبل سنوات، فالمصلون عادة ما تصادفهم العديد من المشاهد والتصرفات المزعجة التي تعكر عليهم عبادتهم، على غرار النشاط التجاري الفوضوي الذي بدأ يتوسع بشكل مقلق على أبواب المساجد، وكذا بسبب أعداد المتسولين الذين باتوا يستغلون الفضاءات القريبة من المساجد لابتزاز المصلين، ناهيك عن انتشار ظاهرة رمي النفايات أمام المساجد في صورة بشعة تعكس تراجع الوعي الديني.
وخلال جولة قادتنا أمس إلى عدد من مساجد العاصمة، رصدنا حالة من الفوضى تزامنت قبل وبعد صلاة الجمعة التي تعرف إقبالا كبيرا من المصلين، حيث تحولت أبواب المساجد إلى فضاء للنشاط التجاري الفوضوي وموقع استراتيجي للمتسولين.
والأخطر من ذلك أن البعض حول الفضاءات القريبة من المساجد إلى مكان لرمي النفايات، في ظاهرة خطيرة بدأت تعرفها العديد من المساجد خاصة في الأحياء الشعبية.
• محيط المساجد... فضاء للبيع والشراء
وبالنسبة للنشاط التجاري، فقد وقفنا في معظم مساجد العاصمة، قبل وبعد صلاة الجمعة، على انتشار كبير للتجار الفوضويين وتوسع هذا النشاط.
فبعد أن كان التجار يعرضون أنواع المسك والروائح فقط، باتت أبواب المساجد تعرف انتشارا لطاولات بيع الخضر والفواكه وطاولات العطور والملابس ومنتجات أخرى، وسط تهافت المصلين على اقتنائها، مقابل أثمان يصفونها بالمعقولة، وهو ما جعل الكثير من التجار الفوضويين يستغلون الفرصة لتعزيز تموقعهم، ما جعل هذا السلوك يتحول إلى تقليد باتت تعرف به أغلب المساجد الواقعة في الأحياء الكبيرة والشعبية.
ويرجع الكثير ممن سألناهم عن أسباب وعوامل انتشار هذه الظاهرة، إلى عدة معطيات، وفي مقدمة ذلك إقبال المصلين على اقتناء الخضر والفواكه مباشرة بعد خروجهم من المسجد، وهو العامل الذي يرونه مشجعا على انتشار مثل هذا النوع من التجارة الفوضوية أو المتنقلة، خصوصا أنهم يسعون إلى استقطاب أكبر عدد من الزبائن، والتموقع في الأماكن التي تلفت الانتباه، وهو ما جعل البعض يرى أن ما يحدث بمثابة تحصيل حاصل، رغم الانعكاسات السلبية الناجمة عنها، بدليل ما يخلفه التجار من أوساخ وبقايا سلع مباشرة بعد مغادرتهم المكان، وهو ما يسيء إلى حرمة بيوت الله التي تدعو أساسا إلى التحلي بالنظافة وتفادي إيذاء الغير، خاصة أن بعض الممارسات تصل إلى حد تعكير صفو المصلين والتأثير على خشوعهم أثناء أداء الصلاة، وهو ما يجعل المساجد تفقد الكثير من خصوصياتها، بحكم أنها شيدت للعبادة، ولم تكن مجالا لاستقطاب الزبائن والتجار الفوضويين.
• تسول متعدد الجنسيات وصراعات لفرض السيطرة
من جانب آخر، ومن الظواهر السلبية التي باتت تسيء لحرمة المساجد، الانتشار الكبير لأعداد من المستولين على أبواب هذه الأخيرة ومن جنسيات مختلفة، حيث يستغل هؤلاء المتسولون عادة الصلوات التي تشهد توافدا كبيرا من المصلين على غرار صلاة الجمعة، من أجل التموقع أمام أبواب المساجد وبمقربة منها لاستعطاف المصلين وطلب الصدقة، لكن الأسوأ من هذا الانتشار وامتهان هذه المهنة واستغلال صورة المسجد من أجل ابتزاز الأشخاص تحت مسمى طلب الصدقة، هو الصراعات والشجارات التي تحدث عادة بين هؤلاء المستولين من أجل فرض السيطرة، حيث يطمح بعض المتسولين للسيطرة على مواقع استراتيجية قريبة من أماكن دخول وخروج المصلين، وهو ما يحدث صراعات وشجارات تسيء لحرمة المساجد وتزعج المصلين.
• مواطنون باتوا لا يجدون حرجا في رمي نفاياتهم على مقربة من بيوت الله
هذا ومن بين أخطر الظواهر التي أصبحت منتشرة في محيط المساجد، هو الانتشار المحير للنفايات والقاذورات، في صورة تثير الكثير من علامات الاستفهام.
فالبعض من المواطنين وسكان الأحياء أصبحوا لا يجدون أي حرج في رمي نفاياتهم قريبا من المساجد، زد إلى ذلك الفضلات التي يخلفها التجار الموازون الذين ينشطون أمام أبواب المساجد، ما يفرز وضعا كارثيا أمام بيوت الله دون تحرك السلطات المسؤولة وبقاء مساعي لجان المساجد ودعواتهم التحسيسية دون صدى.
س. زموش