الوطن

شواطئ للعائلات ممنوعة على الشباب وأخرى بمعايير إسلامية حكرا على الملتزمين!

تصنف في الجزائر حسب مرتاديها

سنوسي: السياحة ليست في حاجة لشواطئ محتكرة من البعض 

 

باتت الشواطئ عبر 14 ولاية ساحلية تصنف حسب زوارها، حيث انقسمت بين شواطئ مخصصة للعائلات وشواطئ للشباب وأخرى خاصة بالمتدينين، أو ما أصبح يعرف بالشواطئ الإسلامية، وحتى شواطئ خاصة بالنساء فقط، لتبقى هذه التصنيفات والذهنيات التي تقف وراءها لا تخدم المنظومة السياحية في الجزائر حسب الخبراء.

بغض النظر عن الخدمات وجمال الشاطئ، تصنف الشواطئ في الجزائر حسب قاصديها، حيث باتت العديد من الشواطئ ممنوعة على شرائح مختلفة من الناس، فالشواطئ العائلية مثلا ممنوعة على الشباب، في حين تبقى الشواطئ الإسلامية أو شواطئ الإخوة معزولة وممنوعة على الجميع.

 

عائلات تهرب من المضايقات نحو شواطئ بعيدة عن مظاهر الاختلاط 

 

ولأن أغلب العائلات تشتكي عادة من مظاهر الاختلاط ومضايقات الشباب الذين لديهم طقوس خاصة على الشواطئ، فقد بات العديد منهم يفضلون شواطئ تحت تسمية "محترمة" حتى وإن كانت هذه الأخيرة بعيدة أو الخدمات فيها دون المستوى. وبالعاصمة تعمل لجان العديد من البلديات الساحلية على غرار عين البنيان على فرض الاحترام والحشمة في الشواطئ الموجودة بأحيائهم، حيث تعد هذه الشواطئ على غرار البهجة وميرامار شواطئ عائلية بامتياز، يمنع مسيرو هذه الشواطئ من لجان الأحياء دخول الشباب بمفردهم ويمنع أي تجاوز أو مضايقات، كما يمنع اللباس غير المحتشم على مستوى هذه الشواطئ. وتلاقي مبادرة لجان الأحياء لفرض الحشمة والاحترام في الشواطئ ومحاربة كل مظاهر العري وقلة الحياء والمعاكسات، من أجل توفير أجواء عائلية ونظيفة وآمنة في الشواطئ، استحسانا ما جعلها قبلة للعائلات وحكرا عليها فقط.

 

شواطئ معزولة بمعايير إسلامية ممنوعة على غير الملتزمين 

 

وبالنسبة لبعض العائلات الملتزمة، فإنه حتى الشواطئ العائلية تعد غير مناسبة لهم، وهو ما أدى لظهور شواطئ بمعايير إسلامية أو ما يعرف بشواطئ الإخوة والتي تكون في الغالب شواطئ غير محروسة ومعزولة يتخذ منها بعض السلفيين مقصدا يمنع على غيرهم دخولها، ويسجل مثلا شاطئ "المنارة" أو "الفار" بالعاصمة توافدًا كبيرا للملتحين سواء مع عائلاتهم أو لوحدهم، ويعمل القائمون على هذه الشواطئ على منع غير السلفيين من دخول هذه الشواطئ التي تحولت لملكية خاصة للملتزمين دينيا، وهو ما أصبح معروفا لدى جل العاصميين.

 

شواطئ للرجال وأخرى خصيصا للنساء

 

الرايس حميدو، لاكريك، فرانكو، الحمامات، عين البنيان، سعيدية، بوهارون، حجرة النص، شرشال هي شواطئ تقع غرب العاصمة وتمتد إلى تيبازة، تتميز بطابعها الذكوري، حيث لا تجد فيها المرأة مكانا، ولا تفكر النساء حتى في ولوج هذه الشواطئ التي يسيطر عليها الرجال ويفرضون فيها شروطهم، وعادة ما يفضل الشباب الشواطئ الصخرية غير المحروسة، لابتعادها عن الضجيج ونقاوة مياهها، حيث تتميز هذه الشواطئ بصخورها العالية التي يستغلها الشباب والمراهقون في المجازفة من خلال القفز من المرتفعات التي تمتد إلى 15 مترا، بالمقابل وبالنسبة للنساء يعد المجمع السياحي "مارينا بالم" ببرج البحري قبلة لهن، حيث يمنع على الرجال دخوله وهو مخصص للنساء فقط ونسوي بامتياز، فكل الخدمات يسهر على تقديمها طاقم نسوي متخصص، حيث يعمل بالكافيتيريا، نساء وحتى طاقم الحماية المدنية فهو من النساء.

 

سنوسي: السياحة ليست في حاجة لشواطئ محتكرة تستجيب لذهنيات قلة من المجتمع 

 

وعن موضوع التصنيفات التي باتت تعطى للشواطئ الجزائرية وتأثيرها على الواقع السياحي، أكد نائب رئيس نقابة الوكالات السياحية والخبير السياحي، إلياس سنوسي، أمس، أن مثل هذه التصنيفات تخدم السائح الجزائري الذي يعرف شواطئ بلاده ويعرف تلك المخصصة للعائلات والأخرى التي يقصدها الشباب فقط، لكن إذا تعلق الأمر بسياحة ومنظومة سياحية تريد الجزائر تطويرها فإن مثل هذه التصنيفات لا تخدم السياحة بتاتا، خاصة أن بعض الشواطئ أصبحت وكأنها ملكية خاصة لمرتاديها حيث يمنع دخولها من طرف شرائح معينة. وقال سنوسي أن بعض الشواطئ مثلا التي تفصل بين الرجل والمرأة تعد تراجعا عن المكاسب التي حققتها المرأة والمكاسب السياحية، وأصلا هي أفكار غريبة عن المجتمع، ومثل هذه التصنيفات والفصل بين الجنسين في الشواطئ لا يزيد إلا من مظاهر التشدد، مشيرا أن الفصل أمر سلبي وحتى مظاهر الاختلاط والعري كذلك، لذلك من الأحسن التوفيق والالتزام بمبادئ وأخلاق الجزائريين. من جانب آخر، قال سنوسي أن الجزائر بحاجة لمشاريع سياحية بهدف استقطاب السياح الأجانب، وتعريف العالم بثرواتنا، وليس في حاجة لنواد مغلقة وشواطئ محتكرة تستجيب لذهنيات البعض.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن