الوطن

توافق بين مقري وبلعيد على مبادرة حمس

رغم تحفظ جبهة المستقبل على بعض محاورها وقبول فركة العهدة الخامسة لبوتفليقة

تحفظ الرجل الأول في جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد على عدد من المحاور التي جاءت فيها مبادرة رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري التي ألقى بها في المشهد السياسي مؤخرا مع بداية الحراك الذي يسبق رئاسيات 2019، ويعتبر هذا المحور أبرز نقطة ستشكل نقط صدام بين الرجلين في قادم الأيام وذلك بسبب الرؤية السياسية لجبهة المستقبل حول حق رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في الترشح للاستحقاق الانتخابي القادم طالما أن الدستور يضمن له ذلك في حين يرى عبد الرزاق مقري عكس ذلك تماما بل يرافع في حواراته ومبادرته لما يعرف بـ"الانتقال الديمقراطي"، في حين اتفق الطرفان على أهمية الحوار والتشاور لتجاوز الأزمة الاقتصادية التي تعرفها البلاد.

التقى الرجل الأول في حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري عشية أمس برئيس حزب جبهة المستقبل، عبد العزيز بلعيد، في مقر هذا الأخير، حيث كان اللقاء فرصة للتشاور حول عدد من الملفات التي تشغل الرأي العام الجزائري والساسة والأحزاب التي بدأت تحضر لمعركة رئاسيات 2019 مبكرا هذه المرة وسط غموض يكتنف هوية مرشح السلطة في ظل صمت رئيس الدولة عبد العزيز بوتفليقة حول قبول دعوات الترشح التي تصدر عن صف الموالاة وحلفاءهم.

وخلص اللقاء الذي دام ساعتين من التشاور والنقاش والحوار، إلى تأكيد رئيس حمس انه متفائل جدا بموافقة جبهة المستقبل على أهم النقاط المطروحة في مبادرته مشيرا أن التفاهم تم بالأساس على ضرورة تغيير الواقع في إطار الدستور واحترام آجال الانتخابات بما يضمن تغييرا سلسا.

محذّرا في الوقت ذاته من مغبّة الاستفراد في اتخاذ القرارات، قائلا بهذا الخصوص "الجزائر بلد كبير ولا يمكن اختزال حكمه في حزب واحد أو حزبين، والحالة التي يعيشها البلد سواء على المستوى الاقتصادي او السياسي لخير دليل على ذلك".

وفي السياق ذاته، أكّد مقري، أنّ حركته عازمة على المضي قدما في مبادرتها، حيث ستتواصل مع كل الأحزاب والتشكيلات السياسية، قبل التوجه إلى الشارع الجزائري والتواصل مع المواطنين بشكل مباشر، قائلا "مبادرتنا هذه تندرج على ثلاثة محاور، عقد لقاءات مع الاحزاب السياسية، ثم العمل مع المجتمع المدني وأخيرا التواصل مع الجمهور مباشرة من خلال العمل الجواري والتنقل بين الأحياء".

من جانبه، ثمّن عبد العزيز بلعيد، مبادرة حركة مجتمع السلم، حول التوافق الوطني، مؤكدا في الوقت ذاته، على ضرورة فتح باب الحوار مع كل التيارات السياسية، قائلا بهذا الخصوص "نحن نبارك مبادرة حركة مجتمع السلم، كما باركنا من قبل مبادرة جبهة القوى الاشتراكية، خطابنا مبني على الحوار والتعاون ولا يمكن لحزب أو حزبين أن يقودا بلدا بحجم الجزائر".

وأكّد بلعيد، بأن الصراع في السنوات الماضية كان صراع أفكار، في حين أصبح الأمر مختلفا الآن، قائلا "في الماضي كانت النخب السياسية تتصارع فيما بينها حول الأفكار، أما الآن فصارت تتصارع على أشخاص".

قبل أن يشير إلى أن السلطة الحقيقة تعود للشعب الجزائري الذي من حقه أن يقرر استمرار رئيس الجمهورية في الحكم، مؤكدا أن جبهة المستقبل مستعدة للعمل مع كل الأحزاب مهما اختلفت توجهاتها السياسية شرط أن تعمل لصالح البلاد وهو المسعى الذي تم على أساسه لقاء مقري اليوم حسب تعبيره.

إكرام. س

 

من نفس القسم الوطن