الوطن
دورات لتكوين الشباب في "الزواج"!
في ثقافة بدأت تنتشر على مستوى مراكز التنمية البشرية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 01 أوت 2018
تعرف المراكز المختصة في تقديم دورات تكوين للمقبلين على الزواج انتشارا ملفتا حيث بدأت ثقافة التحضير النفسي للأزواج تنتشر بين الشباب في ظل تزايد نسبة الطلاق وتفاقم المشاكل الزوجية.
وتحرص العديد من المراكز المختصة في التنمية البشرية الفترة الأخيرة على إقامة دورات وتربصات تكوينية تخص المقبلين على الزواج، ينشطها أساتذة ومختصون في الجوانب النفسية، الصحية، الشرعية، والاجتماعية للزواج وتهتم هذه الدورات التكوينية بشكل عام، بتوعية الشباب بالكثير من الحيثيات المرتبطة والمتعلقة، بالحياة الأسرية، بكل جوانبها، حيث تدور حول مواضيع على غرار الإعداد المعنوي للحياة الزوجية، المقاصد والأحكام الشرعية في الحياة الزوجية، تقديم إرشادات ونصائح طبية، كيفية فهم نفسية الطرف الآخر، وكذا طرق التأقلم مع الحياة الجديدة، وأساليب إدارة الأسرة ماديا، وغيرها من طرق التعامل مع المسؤوليات المترتبة عن هذه الحياة وإن كانت مثل هذه الدورات التكوينية تلقى إقبالا كبيرا من طرف المقبلين على الزواج، فهي تلقى تأييدا أكبر من طرف المختصين الاجتماعيين الذين يرون فيها إعادة بعث وإحياء لروح الحياة الأسرية المستقرة والسعيدة التي من شأنها أن تكون جيلا مستقيما، بعيدا عن أشكال الانحرافات، ومن ثم مجتمعا خاليا من الظواهر السلبية ويؤكد الخبراء في علم الاجتماع أنه من الجيد وقتنا الراهن إيجاد شباب واعين بحجم المسؤولية التي تنجر عن تكوين أسرة، ومهتمين بهذه الجوانب من الاستعداد لحياتهم الجديدة، مشيرين أن هذه الثقافة ضرورية جدا لبناء أفضل للأسرة، وتحصين أكثر لأفرادها وللعلاقات القائمة بينهم، خاصة في ظل التغيرات الاجتماعية، الثقافية، وغيرها، والتي غدت مؤثرا مباشرا على الفرد والأسرة في المجتمع الجزائري، كما في باقي المجتمعات العربية، ويعتبر الخبراء في علم الاجتماع ان التكوين قبل الزواج هم أكثر من ضرورة، لأن الأمر يتعلق ببناء أسرة تواجه تحديات ومسؤوليات جديدة تقتضي الإعداد على أكثر من صعيد من أجل تفادي الفشل في هذه المهمة، والتقليل من ظاهرة الطلاق التي عرفت تفاقما في السنوات الأخيرة مؤكدين انه قبل الحديث عن لوازم العرس وكراء القاعة والوليمة وما يرافقها من صخب، فالأولوية يجب ان تكون لمدى استعداد العريسين لبناء أسرة جديدة، الأمر الذي يحاج حاليا إلى تكوين يشبه التكوين البيداغوجي لتعلم أحكام الزواج وحيثياته.
دنيا. ع