الوطن

الجزائريون يفرطون في استعمال مكيفات الهواء ويدفعون "صحتهم" ثمنا ؟!

يستعملونها في السيارات، المنازل، ومكاتب العمل

خياطي: "الكليماتيزور" يسبب أمراض صدرية ورئوية وحتى أمراض حساسية 

 

دفعت درجات الحرارة المرتفعة والمسجلة منذ بداية فصل الصيف الجزائريين لاستعمال مكيفات الهواء وبشكل مفرط وهو ما يتسبب في استنزاف للطاقة الكهربائية يدفع ثمنها المواطنين على شكل فواتير كهرباء باهظة الثمن غير أن هذه الفاتورة لا يمكن مقارنتها بما يدفعه المواطن ثمنا من صحته فالأطباء يجمعون أن الاستعمال المفرط للمكيفات يعد خطر على الصحة خاصة بالنسبة للأطفال والمسنين كما يعقد قد من وضعية أصحاب الامراض المزمنة.

ومع الارتفاع المسجل مؤخرا في درجات الحرارة، وجد أغلب المواطنين أنفسهم مجبرين على استخدام المكيفات الهوائية وبإفراط شديد، سواء في السيارات، أو المنازل، ومكاتب العمل وغيرها، هروبا من حر الجو لا سيما في أوقات الذروة، إلا أن استخدام المكيفات بشكل مفرط قد يعود سلبا على الأشخاص، خاصة من فئة المرضى والأطفال على وجه التحديد لما يسببه من أضرار صحية وهو ما يجهله الأغلبية، فالعديد من الجزائريين تجدهم معظم الوقت قابعين أمام المكيف دون مغادرة الحجرة أو المكان الذي يتواجد به هذا الأخير، دون وعي بالمخاطر التي قد تنجر عنه من أمراض تنفسية بسبب التيارات الهوائية الباردة التي تنبع منه والتي يقوم الأشخاص باستنشاقها مباشرة، مع تعرضهم لدرجات برودة متفاوتة تشبه درجات البرودة تلك التي بغرف التجميد، ثم التعرض لحرارة الطقس الطبيعية، بعد بلوغ الجسم درجات برودة قصوى وهو ما يحدث الصدمة للجسد.

 

خياطي: "الكليماتيزور" يسبب أمراض صدرية ورئوية وحتى أمراض حساسية 

 

وهذا الصدد أكد أمس رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث البروفيسور مصطفي خياطي أن المكيفات الهوائية تعتبر تهديدا صحيا خطيرا في حالة الإفراط في استعمالها، خصوصا لمن يعانون من أمراض رئوية سابقة مرضي الربو، وقال خياطي أن البرودة الناجمة عن أجهزة التكييف تؤدي إلى ضيق في القصبات الهوائية سواء كان المتعرض لها نائما أو مستيقظا، مشيرا أن النوم لساعات طويلة في غرف مكيفة يؤدي إلى تعب وإرهاق وإعياء وشد عضلي، خصوصا في أجزاء الجسم التي كانت عرضة أكثر من غيرها لبرودة المكيف المباشرة، إذ ان هذا الأخير، قد يتسبب في إدخال الأشخاص المستشفيات وخصوصا ممن يعانون من أمراض تنفسية مزمنة، وأشار خياطي أن أخطار المكيف لا تقتصر على المصابين بأمراض تنفسية فقط  لتمتد إلى المصابين بالحساسية وخاصة من يعانون من التهيج التحسسي في العين، حيث يكونون عرضة لأمراض حساسية العين واحمرارها وزيادة في إفراز الدموع، فيما أن الاختلاف المفاجئ والمباشر في درجات الحرارة يحدث اضطرابات في التنفس، ومن أجهزة التنفس والحساسية إلى المفاصل، والتي يقوم المكيف بإصابتها بالالتهاب الشديد، إذ يعاني اغلب الأشخاص الذين يمكثون مطولا أمام هذه الأجهزة من آلام حادة في المفاصل والظهر، وذلك نتيجة البرودة الشديدة والتعرض للحرارة خارجا، ما يكفيها إصابة الأطراف باضطرابات وآلام حادة بالعظام، مضيفا أن المكيفات تسبب أيضا تسبب جفاف الرئتين والتهاب حاد في القصبات الهوائية واضطرابات في الجهاز التنفسي والذي يصاب باختلال جراء برودة المكيف الشديدة تارة وجراء الحرارة التي تمثل الصعق أو الصدمة.

 

أضرار المكيفات المركزية أشد من تلك التي تركب في المنازل 

 

هذا وقد نصح خياطي الجزائريين بتجنب الاستعانة بالمكيفات إلا في حالات الضرورة القصوى، ولأقل عدد ممكن من الساعات، واللجوء إلى الوسائل الطبيعية للهروب من حرارة الشمس الحارقة، بدلا من استخدام المكيفات بصورة مفرطة، مشيرا إلى أن المكيفات التي تستخدم في البيوت أقل وطأة من المكيفات المركزية الكبيرة التي تستخدم في الشركات والمباني الكبرى، وذلك لأنها تحتوي على جهاز واحد مرفق بقنوات هوائية لتوزيع التبريد، ويكمن المشكل بهذا النوع من المكيفات في أن قنوات التوزيع يمكن أن تترسب بها بكتيريا خطيرة تدعى "الكليموفيلا"، والتي تمس بالجهاز العصبي وتسبب أعراض صدرية وأعراض على الجهاز الهضمي هذا وقال خياطي أنه من الأفضل عدم استعمال المكيفات بتاتا في حالة وجود أطفال رضع في المكان أو حتى وجود أشخاص من كبار السن، وتعويضه بالمروحة الكهربائية التي تلطف الجو من خلال تحريك الهواء وليس تبريده، وبالتالي فلا وجود لتغير درجة الحرارة، على عكس المكيف الذي يولد ريح بارد ويضر بشكل خاص بالأشخاص المصابين بأمراض الحساسية أما عن ظن البعض بأن المكيفات تتسبب في ترسب الماء في الجسم والرئتين، فقد نفى البروفيسور خياطي ذلك وأكد أن هذا الأمر لا أساس له من الصحة.

س. زموش

 

من نفس القسم الوطن