الوطن

حرارة الصيف تحول بلديات العاصمة إلى مدن "أشباح"

من لا يملك الإمكانيات للنزوح إلى الشواطئ يبقى حبيس منزله

لم تعد مشاهد الشوارع الخالية والنشاط التجاري المعطل نهارا بسبب الحرارة مقتصرة على ولايات الجنوب فقط، فبالعاصمة تعرف العديد من البلديات خاصة النائية خلال الظهيرة شللا شبه كلي بسبب حرارة الصيف من جهة، وكذا غياب أي مرافق ترفيهية بديلة عن الشواطئ، فمن لا يملك الإمكانيات للنزوح إلى الشواطئ يبقي حبيس منزله.

وفي جولة قادتنا إلى بعض بلديات العاصمة كسحاولة، خرايسية، دويرة، الشبلي وأولاد الشبل، لمسنا حجم تأثير ارتفاع درجات الحرارة على سكان هذه البلديات الذين إما ينزحون إلى الشواطئ القريبة أو يبقون حبيسي منازلهم بسبب الحرارة وغياب أماكن للترفيه يمكنها استيعابهم، ليبقى النشاط التجاري أكبر ما يمثل علامة استفهام خلال الصيف في العديد من البلديات، فأغلب التجار لا يجدون حرجا في غلق محلاتهم من الساعة الواحدة حتى السادسة مساء في إضراب جزئي بات قاعدة بالنسبة لأغلب التجار، غير أن هؤلاء يتحججون بأن سبب غلق محلاتهم راجع لغياب الزبائن في فترة الظهيرة بسبب الحرارة، حيث يؤكد التجار أن نشاطهم يتراجع بشكل لافت خلال هذه الفترة، ما يدفعهم لغلق محلاتهم. من جانب آخر، يعاني سكان العديد من البلديات في العاصمة من غياب وسائل نقل، فحتى أولئك الدين يفضلون التنقل رغم الحرارة يجدون صعوبات في الحصول على وسيلة نقل، بسبب قيام العديد من الناقلين الخواص بتغيير خطوطهم نحو شواطئ البحر أو حتى بسبب دخول العديد من الناقلين في عطلة دون توفير بدلاء لهم، لتبقى خطوهم خارج الخدمة، في انتظار عودة الحياة إلى طبيعتها من جديد بنهاية شهر أوت القادم، وإن كان واقع العديد من البلديات في العاصمة نهارا مؤسفا، إلا أن الأمر يشتد تعقيدا ليلا بسبب انقطاعات الكهرباء المتكررة جراء الضغط الموجود على خطوط الكهرباء، وبسبب كابوس الحشرات والناموس الذي لم تتمكن السلطات المحلية من إيجاد حل له، فالعديد من البلديات في العاصمة تعاني من اجتياح غير مسبوق للناموس ليلا، يجعل العائلات مجبرة على غلق نوافذها مبكرا، خاصة مع انتشار بعوضة النمر الخطيرة التي أثارت الرعب بين أوساط السكان، وقد عجزت أغلب البلديات عن إيجاد حلول لمشكل الناموس ومازال السكان المعذبون بالنهار والليل يطالبون بتدخل فرق النظافة والصحة لرش المستنقعات الراكدة وفراغات العمارات ومواقع الحشائش والنفايات التي تتكدس ساعات طويلة ببعض المواقع قبل أن تصل إليها الشاحنات.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن