الوطن

أزمة يد عاملة تتفاقم بسبب الصيف وارتفاع درجات الحرارة

عمال يهجرون ورشات البناء والمستثمرات الفلاحية نحو الشواطئ وأماكن الاستجمام

عمق فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، هذه الأيام، من أزمة اليد العاملة التي تعيشها العديد من القطاعات في الجزائر، على غرار الفلاحة والأشغال العمومية والبناء، حيث هجر آلاف العمال مناصب عملهم، هاربين من مشقة العمل وحرارة الجو، وهو ما يضع فلاحين ومقاولين وحتى مؤسسات اقتصادية وعمومية في مأزق.

ضربت أزمة يد عاملة، هذه الأيام، العديد من القطاعات وعلى رأسها قطاعي الفلاحة والأشغال العمومية، اللذين يعانيان أصلا من هذه الأزمة طيلة أيام السنة، غير أن الوضع يتفاقم خلال فصل الصيف، حيث يهجر أغلب عمال هذين القطاعين أماكن العمل بسبب الحرارة المرتفعة، وهو ما يخلق مشاكل بالجملة للفلاحين والمقاولين الذين اتجهوا للبحث عن عمالة بديلة من اللاجئين الأفارقة، في حين يضطر البعض منهم لتجميد مشاريعهم في انتظار الدخول الاجتماعي. 

ودائما ما يواجه قطاعا الفلاحة والبناء، على وجه الخصوص، في فصل الصيف، أزمة حادة في اليد العاملة المؤهلة، حيث لا يعود بإمكان أصحاب الأراضي وورشات البناء إيجاد عمال مؤهلين لإكمال المشاريع بسبب تحجج أغلب العمال بالحرارة المرتفعة ورفضهم العمل في ظل هذه الظروف. 

وأمام هذا الوضع المزري بدأت اليد العاملة الأجنبية، خاصة الصينية والإفريقية، تمتص كل ما يعرض من فرص عمل، وما أكثرها، خاصة وأنها تملك قابلية للعمل مهما كانت الظروف المناخية والمهنية.

 

الأفارقة لتعويض الجزائريين وحتى الصينيين في ورشات البناء صيفا

 

وبورشات البناء اكتسح الأفارقة هذه الأيام المشهد، في حين غاب العمال الجزائريون بشكل شبه كلي بسبب مشقة العمل في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير هذه الأيام. 

وحسب ما أكده مسيرو عدد من مشاريع البناء الخاصة، فإن الجزائريين يرفضون العمل في ظروف قاسية وفي درجات حرارة مرتفعة أو يبالغون في الأجر ويشترطون أحيانا مزايا وظروفا خاصة، عكس الأفارقة، وهو ما جعل هؤلاء أحسن بديل للجزائريين وحتى الصينيين الذين كانوا في وقت مضى المسيطرين على مشاريع وأشغال البناء.

وفي السياق ذاته، يفسر مسيرو المشاريع الخاصة أن المواطن الإفريقي أكثر نشاطا من الصيني خاصة في مواسم الحرارة المرتفعة، لأن بنيته الجسدية تسمح بالتأقلم مع الحر الشديد وظروف العمل الصعبة، وهو ما جعل الأفارقة يسيطرون على فرص العمل هذه الفترة.

 

مستثمرات فلاحية تستعين بالشيوخ والعجائز، وبطالون يرفضون العمل بسبب الحرارة!

 

من جهتهم، يجد أصحاب الأراضي والمستثمرات الفلاحية صعوبة كبيرة في تأمين عمال لجني المحاصيل أو القيام بمهن فلاحية ممتدة على مدار فصل الصيف، بسبب عزوف كبير عن العمل في القطاع حتى من أبناء الأرياف الذين تسجل في أوساطهم نسب بطالة مرتفعة، وتعد مواسم الدرس والحصاد والجني التي تتزامن وهذا الفصل محطات صعبة بالنسبة للملاك الذين أصبحوا يبحثون عن بدائل تجنبهم المجازفة بالاعتماد على العمالة المحلية، فيلجأ أصحاب المستثمرات الكبرى إلى توظيف أجراء من الأفارقة وحتى المغاربة والذين يعيشون بشكل شبه دائم في بنايات أنشئت لإيوائهم تقع داخل الأراضي، فيما وجد فلاحون صغار الحل في شيوخ وعجائز تحدوا المشقة والحرارة المرتفعة وفضلوا خدمة الأرض في كل الظروف والفصول. 

وحسب مسؤولي وزارة الفلاحة فإن القطاع يشكو على مدار السنة من نقص كبير في يد العاملة المؤهلة على مستوى المستثمرات الفلاحية التي يصعب عليها العثور على عمال مؤهلين أو حتى يدويين، وهو النقص الذي لم تقدر على التقليل منه وتيرة المكننة البطيئة.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن