الوطن

ذوي الاحتياجات الخاصة محرومون من الشواطئ طيلة الصيف!

معظمها لا تحتوي على التجهيزات التي تسهل وصولهم لمياه البحر

محمد نبيل رزاق: مسيرو الشواطئ يعتبرون "المعاق" شخصا غير مرغوب فيه

 

ينزح معظم الجزائريين صيفا نحو شواطئ البحر، حيث بدأت هذه الأخيرة تشهد هذه الأيام إقبالا كبيرا مع بداية ارتفاع درجات الحرارة، غير أن هناك شريحة تحرم من الاصطياف ليس لشيء سوى لكونها من ذوي الاحتياجات الخاصة، فأغلب الشواطئ بالجزائر لا تحتوي على التجهيزات التي تسهل وصول المعاقين لمياه البحر، ليبقى هؤلاء محبوسين في منازلهم طيلة فصل الصيف وذنبهم الوحيد أنهم من ذوي الاحتياجات الخاصة.

 

حسب استطلاع قامت به "الرائد" في بعض شواطئ العاصمة كسيدي فرج وشاطئ النخيل وما جاوره، لم نجد ما يدل على أن هناك مشروعا يخدم ذوي الاحتياجات الخاصة ويسهل وصول هذه الفئة إلى الشاطئ بكل حرية ودون عراقيل، حيث تم تجهيز هاته الشواطئ وتحضيرها لاستقبال المصطافين دون إعطاء أدنى اعتبار لشريحة تبقى مهمة ومحرومة من أبسط حقوقها، فأغلب القائمين على تسيير الشواطئ من خواص وسلطات محلية لم يكلفوا أنفسهم عناء تجهيز ولو شاطئ في إقليم بلدياتهم خاص بذوي الاحتياجات الخاصة.

فجل الشواطئ بالعاصمة مثلا لا توجد بها مرشات ولا ممرات خشبية تسهل على المعاقين حركيا الوصول عبرها إلى المياه والتحرك بتلقائية وحرية، كما لا توجد كراس وتجهيزات تسهل على المعاق السباحة، وهو نفس السيناريو الذي يتكرر في المنتجعات السياحية العمومية والخاصة، فمسيرو هذه المركبات يعتبرون الأشخاص المعاقين غير مرغوب فيهم ويتحججون بارتفاع تكلفة التجهيزات الخاصة بالمعاق رغم أن هذا الأخير يدفع ثمن راحته واستجمامه كغيرة من المواطنين.

لتبقى المبادرات التي تقوم بها بعض الجمعيات والخواص لتسهيل وصول المعاق إلى مياه الشاطئ محدودة جدا، حيث تبرمج بعض الجمعيات من حين لآخر رحلات منظمة للبحر يتم الاستعانة فيها بتجهيزات توفرها بعض البلديات وحتى مصالح الحماية المدنية، غير أن هذه الرحلات تبقى محدودة وتبرمج بشكل مسبق، بينما يتعذر على عائلات الأشخاص المعاقين اصطحاب أبنائهم للشواطئ دون سابق تحضير.

 ويعد الأطفال الأكثر تأثيرا من شريحة المعاقين، حيث يتأثر هؤلاء بحرمانهم من البحر صيفا كغيرهم من الأطفال، فبدل أن يتم استغلال الصيف لإخراج هؤلاء من حالة العزلة التي يعشونها يزيدهم فصل الصيف عزلة أكثر حيث يبقون حبيسي منازلهم.

 

محمد نبيل رزاق: مسيرو الشواطئ والمركبات السياحية يعتبرون المعاق شخصا غير مرغوب فيه

 

وفي هذا الصدد ندد رئيس الفيدرالية الوطنية للمعاقين الجزائريين، محمد نبيل رزاق، بحرمان أغلب المعاقين من التمتع بأجواء الصيف على الشواطئ، مشيرا أنه وبمجرد بداية فصل الصيف تتلقى جمعيته مئات الشكاوى من عائلات المعاقين بسبب غياب التجهيزات التي تمكن هؤلاء من زيارة الشواطئ.

وقال رزاق في تصريح لـ"الرائد" أن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة مهمشة وغير مرغوب فيها حتى على شواطئك البحر، فعوض أن تكون هذه الشريحة أولوية بالنسبة لمنظمي موسم الاصطياف كون هذا الأخير يعد فرصة لخروجها من العزلة واندماجها مع الأشخاص العاديين، بات هذا الموسم أسوأ الأيام بالنسبة لها بسبب تهميشها أكثر وحرمانها من التمتع بالسياحة والاصياف عبر الشواطئ. 

وأضاف رزاق أنه يوجد بعض المبادرات والمساعي في الأفق تعكف على تحقيقها وزارة التضامن ضمن برنامجها الخاص بتكييف المحيط لذوي الاحتياجات الخاصة، لكنه اعتبر أن الوقت لا يزال طويلا لتحقيق هذه المساعي، بدليل أن الشواطئ هذا الصيف لم تجهز بأي شيء له علاقه بالمعاق.

مضيفا أن الشقيقة تونس جعلت ضمن مشروعها السياحي، المصطاف المعاق من بين أولوياتها، حيث لا يكاد يخلو شاطئ من الممرات الخشبية والأرائك المتحركة التي تجعل ذوي الاحتياجات الخاصة يتمتعون بالبحر كغيرهم، وهي تجربة تساءل رزاق لماذا لا يتم الاقتداء بها في التعامل مع المعاق الجزائري.

وفي السياق ذاته طالب رزاق السلطات المحلية والقائمين على تسيير الشواطئ عبر الولايات الساحلية بالإسراع في فتح مساحات مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة من الأطفال وحتى الكبار، وتمكينهم من السباحة في شواطئ مهيأة ومزودة بمرشات تتلاءم مع طبيعة الإعاقة، ومجهزة وفق المعايير الدولية للسباحة الخاصة بهذه الفئة وتوفير أرائك متحركة لتوصيل المعاق عبر ممر خشبي إلى مياه الشاطئ، مستغربا من تصرفات بعض الخواص الذين يسيّرون الشواطئ والمركبات السياحية على السواحل الجزائرية، حيث يعتبرون المعاق شخصا غير مرغوب فيه.

 س. زموش
 

من نفس القسم الوطن