الوطن

مسؤولية مشتركة بين زرواطي وبن مسعود ومطالب بتغريم ملوثي الشواطئ

وضعية كارثية وتدهور بيئي بأغلب السواحل

تعرف العديد من الشواطئ، خلال موسم الاصطياف هذا وضعية كارثية وتدهورا بيئيا خطيرا، حيث تحولت هذه الأخيرة على مدار الأشهر الأخيرة إلى مكب للقمامة والنفايات، ما جعل الجمعيات البيئية تطالب وزيرة البيئة، زرواطي، بالتدخل من أجل حث السلطات المحلية بالولايات الساحلية على الإسراع ببرمجة عمليات تنظيف مكثفة للشواطئ.

 

شواطئ تتحول إلى مكبات للنفايات والسلطات المحلية خارج التغطية

 

وعرفت التحضيرات لموسم الاصطياف هذه السنة تأخرا كبيرا، حيث لم تباشر السلطات المحلية، في العديد من الولايات الساحلية، حملة لتنقية الشواطئ والتي تعرف وضعية كارثية وحالة مزرية نتيجة تحولها إلى مفارغ عمومية من قبل المصانع، فضلا عن تجاوزات ونقص الوعي البيئي لدى المواطن الجزائري، الذي يخلف بدوره أكواما من القمامات على الشواطئ.

كل هذه المظاهر أدت إلى تلوث رمال ومياه البحر وتسببت في تشويه الجانب الجمالي والطبيعي لها، بسبب عدم احترامهم لشروط النظافة التي يعتبر بعضهم أنها تصرفات بسيطة، لكنها تشكل مخاطر صحية على المصطافين. 

وخلال زيارتنا للعديد من الشواطئ بالعاصمة، وقفنا على أكوام من القاذورات وأوساخ تتناثر هنا وهناك، وروائح كريهة تحبس الأنفاس، في منظر مقزز ولا يبعث بالراحة والاطمئنان. 

ولدى استفسارنا، اتضح أن بعض الأميار في عدد من الولايات والبلديات الساحلية المعروفة والتي تشهد كل صيف توافدا قياسيا عليها، بدأوا في عمليات التنظيف، غير أن هناك سلطات محلية من توجد خارج التغطية في الوقت الحالي.

 

جمعيات تتحرك وترفع شعار "شواطئنا نظيفة"

 

وبسبب هذه الوضعية، تحركت مؤخرا العديد من الجمعيات النشطة في مجال البيئة من أجل برمجة حملات لتنظيف وتنقية الشواطئ عبر عدد من الولايات، وشارك في هذه العمليات مئات المتطوعين في مسعى للتخلص من مشكلة القمامة التي تجرفها مياه البحر إلى الشواطئ، ورفعوا شعارا مفاده أن شواطئ الجزائر ليست سلة مهملات، مطالبين السلطات العمومية بمساعدتهم من خلال الوسائل المادية كونهم مجرد متطوعين وإمكانياتهم محدودة. 

وتعرف مواقع التواصل الاجتماعي، هذه الأيام أيضا، العديد من الدعوات من أجل المشاركة في حملات لتنظيف الشواطئ، فأكثر من صفحة عبر الفضاء الأزرق تنشر دعوات للمشاركة في هذه المحلات وتدعو المواطنين للحفاظ على جمال ونظافة الشواطئ، حيث بدأ التحسيس بضرورة التحلي بوعي وثقافة بيئة خلال موسم الصيف لأن مشاهد الفوضى والتلوث عادة ما تبدأ تنتشر منذ بداية موسم الاصطياف وحتى نهايته.

 

مسؤولية مشتركة بين زرواطي وبن مسعود ومطالب بتغريم ملوثي الشواطئ

 

وبسبب الوضعية الكارثية لأغلب الشواطئ، طالبت عدد من جمعيات حماية البيئة وزيرة القطاع فاطمة الزهراء زرواطي وكذا من وزير السياحة عبد القادر بن مسعود بضرورة التدخل لدى السلطات المحلية من أجل حثهم على ضرورة بدء حملات التنظيف، والتنسيق فيما بينهم لإنجاح موسم الاصطياف، من منطلق أن المسؤولية مشتركة. 

وطالبت جمعيات حماية البيئة الوزيرة زرواطي بضرورة القيام بزيارات إلى الشواطئ ضمن زيارتها الميدانية لعدد من الولايات، معتبرين أن هناك إهمالا من طرف السلطات المحلية المسؤولة عن عمليات النظافة، والتي يجب أن تراقب وتحاسب في نفس الوقت المتسببين في تلوث الشواطئ، مقترحين على الوزارتين ضرورة التفكير في تغريم الملوثين للشواطئ، باعتبار أن فرض غرامة مالية يساهم في ردع وتقليل ظاهرة تلوث الشواطئ.

س. ز

 

من نفس القسم الوطن