الوطن

خبير: تطوير القطاع الطاقوي متوقف على الرهانات الجيوسياسية

استكشاف الغاز الطبيعي عامل توتر إضافي

تظل عملية تطوير القطاع الطاقوي في المتوسط مثلما هو الأمر بالنسبة للمناطق الأخرى من العالم متوقفة على الرهانات الجيوسياسية ومصالح القوى العظمى، وأوضح الخبير الفرنسي و الصحفي السابق المختص في المسائل الطاقوية حسبما اكده الخبير فرانسيس بيران. 

قال فرانسيس بيران خلال تدخله في محاضرة متبوعة بنقاش نظمها المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة نظمت أمس أول بالجزائر العاصمة ان العلاقة الوثيقة الموجودة بين الرهانات الطاقوية و الجيوسياسية  ملموسة في الوضعية التي تعيشها بعض البلدان مثل ليبيا و سوريا. 

وذكر بيران بنتائج الظاهرة التي تطلق عليها وسائل الاعلام الغربية  "الربيع العربي" منها سقوط انظمة على مستوى عديد البلدان العربية المتوسطية  سيما تلك المعروفة بإمكانياتها الطاقوية الكبيرة، اما فيما يتعلق بليبيا فقد اشار الى الاثار المباشرة لسقوط نظام الراحل معمر  القذافي و الفوضى التي يشهدها هذا البلد على القطاع الطاقوي الليبي. 

و تابع قوله ذات الخبير انه من غير الممكن التسيير العادي لقطاع بترولي و  غازي بوجود برلمانين ليبيين و شركتين وطنيتين للمحروقات في الوقت الذي يأتي  التوتر الدائم للجماعات المسلحة في هذا البلد ليعقد الوضع اكثر. 

و اكد الخبير الفرنسي من جانب اخر ان اكتشاف حقول غازية في المتوسط الشرقي قد  جعل من هذه المنطقة الخاضعة دائما لتوترات سياسية قوية فضاء طاقويا جديدا في  العالم على ابواب كل من اوروبا و افريقيا و الشرق الاوسط. 

و اشار في هذا الخصوص الى استغلال الغاز الطبيعي الذي شرع فيه في عرض المياه  المصرية و الحقلين المكتشفين في عرض جمهورية قبرص و اشغال الاستغلال التي سيتم اطلاقها قريبا في كتلتين بعرض لبنان، و اضاف ان الحرب في سوريا و النزاع الاسرائيلي الفلسطيني و سبب الخلاف  القبرصي بين تركيا و اليونان و التوترات بين الكيان الصهيوني و لبنان يلوث  الاجواء التي يمكن ان تزيد من حدتها الاطماع حول الغاز الطبيعي. 

كما اشار الى الانسداد الذي يتسبب فيه الكيان الصهيوني بالشروع  في استغلال حقل غازي اكتشف في عرض مياه غزة مما تسبب في منع سكان هذه المنطقة  الذين يعانون من الفقر من تحقيق التنمية الاجتماعية و الاقتصادية. 

بالمقابل يقوم الكيان الاستعماري الصهيوني باستغلال الحقول الغازية  لاحتياجاته الخاصة و يقوم منذ سنوات على اساس نصائح مجموعات متعددة الجنسيات  باستغلال جزء من انتاجه، اما فيما يتعلق بالجزائر فقد اوضح السيد بيران انها مطالبة بالسهر مثلها مثل  مصر على ان يتسبب استهلاكها الداخلي سيما الكهربائي المتزايد باستمرار في  تقليص امكانيات استغلال الغاز. 

و ذكر في هذا الخصوص بان الجزائر قد سخرت من اجل هذا الغرض برنامجا هاما  لتطوير الطاقات المتجددة و لا تستبعد استغلال موارد الغاز الصخري من باطن ارض  صحرائه.

 و بعد دراسات في العلوم الاقتصادية و العلوم السياسية بجامعة بيار مانديس  فرانس بغرونوبل عمل فرانسيس بيران لسنوات عدة كصحفي ومستشار مستقل حول الطاقة  و المواد الاولية قبل ان يلتحق في سنة 1991 بالمركز العربي للدراسات النفطيةK كما شغل منصب رئيس تحرير مجلة نفط و غاز العرب ما بين 1991 و 2000 و مدير  تحرير جميع اصدارات المركز العربي للدراسات البترولية ما بين 2001 الى مطلع  سنة 2012، و في بداية سنة 2012 انشا فرانسيس بيران استراتيجيات و سياسات طاقوية التي  يتولى رئاستها.

محمد الأمين. ب

 

من نفس القسم الوطن