الوطن
بنايات تشيد دون أساسات والمهندس المعماري "مهمش"؟!
بسبب استعجالية العديد من المشاريع، شرفي:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 15 جولية 2018
تم، في الفترة الأخيرة بمواقع التواصل الاجتماعي، تداول صور بالجملة لبنايات مغشوشة شيدت بإحدى ولايات الوطن دون أساسات، وهو ما أعاد الجدل بخصوص الغش في العمران وعدم الاعتماد على مكاتب الدراسات وغياب الرقابة.
وفي هذا الصدد، دق أمس رئيس المجلس العربي الأعلى للمعمار والعمران وتطوير المدن، جمال شرفي، ناقوس الخطر بشأن الخروقات المسجلة في نشاط الإنتاج العمراني والمعماري، مطالبا وزارة السكن والعمران والمدينة بتطبيق القوانين التي تضبط القطاع، خصوصا ما تعلق بإشراك الهيئة في الاستشارات التقنية، واختيار مكاتب دراسات معتمدة ومسجلة في الجدول الوطني.
وقال شرفي في تصريح لـ"الرائد" أن بعض المسؤولين غيبوا المهندسين المعماريين وكذا مكاتب الدراسات الذين تقع على عاتقهم مسؤولية الرقابة.
وأضاف: من المفترض أنه عندما يمنح مشروع لأي مقاولات إنجاز فإن قانون الصفقات يمضى بين مكتب الدراسات ومقاولات الإنجاز وصاحب المشروع، ولكن في الواقع غير ذلك، حيث تم استثناء مكاتب الدراسات وأصبحت مقاولات الإنجاز هي التي تراقب نفسها، وهذا الأمر، حسبه، مرفوض ويعاقب عليه القانون الذي ينص على أن سلامة المشروع تقع على عاتق المهندس المعماري والمصمم والمقاولة، وتحملهم مسؤولية ضمان لمدة 10 سنوات منذ استلام الشقة، مضيفا أنه يجب التفكير في النوعية وليس الكمية، واستغلال الأزمة المالية لفرض هذا المبدأ، وأن تكون هناك سياسة عمرانية ومعمارية يكون فيها المهندس المعماري الفاعل الرئيس ليس تحت إمرة المقاول، أو أشبه بمساعد البنّاء.
وعبر شرفي عن أسفه للصور التي تم تداولها في الفترة الأخيرة بخصوص بنايات شيدت في إحدى الولايات دون أساسات، مشيرا أنه رغم أن الصور غير مؤكدة، لكن من المؤكد أن هذه الخروقات تحدث في ظل غياب الرقابة وخرق القوانين، حيث باتت مهنة المهندس غير محترمة من طرف الهيئات، وصارت مهمشة وخارج السياسة الوطنية للبناء والتعمير، رغم أن المهندس المعماري هو الحلقة الأولى في الإنتاج المعماري.
وقال شرفي في السياق ذاته أن المهندسين يرفضون التصرفات التي تقوم بها السلطات المحلية فيما يخص تلبية الطلبيات العامة من الاستشارة التقنية في مختلف المشاريع، وأضاف المتحدث في هذا الخصوص أن غياب النوعية في إنجاز السكنات يعود بالدرجة الأولى إلى بتر العنصر الأول من ثلاثية قاطرة التصميم التي تبدأ بمصمم العمل ثم صاحب المشروع أو الممول فمقاولة الإنجاز، ولهذا السبب غاب مهندسو المتابعة في الورشات بحجة اكتسابها الطابع الاستعجالي.
دنيا. ع