الوطن

بلديات يجتاحها "الناموس" و"الذباب" و"الصراصير " والأميار يتفرجون !!

تنتشر بشكل مقلق وتهدد صحة السكان بالأمراض التي تنقلها

الأسر تخصص ميزانية مكلفة لمبيدات غير فعالة 

 

يشتكي هذه الأيام سكان مختلف بلديات العاصمة وعدد من الولايات الأخرى من اجتياح البعوض والذباب وحتى الجرذان والحشرات الضارة لأحيائهم، بسبب قلة النظافة وتنصل مصالح البلديات من مسؤوليتهم في محاربة هذه الحشرات التي باتت لا تنفع معها مختلف أنواع المبيدات التقليدية، ليبقى المواطن يعاني ومعرضا لخطر الأمراض التي تنقلها هذه الأخيرة.

ومع قدوم فصل الصيف تعرف أغلب بلديات الوطن انتشارا مقلقا للحشرات الضارة من بعوض وذباب، بالإضافة إلى انتشار الجرذان، وهو ما بات يشكل خطورة على المواطنين، وتتكاثر هذه الحشرات بشكل كبير بالقرب من العمارات نتيجة تراكم النفايات وانعدام شروط النظافة في المحيط السكني، ليكون وسطا مناسبا لنمو مختلف الحشرات التي صارت شبحا يؤرق حياة المواطنين الذين يتكبدون مصاريف شراء المبيدات التي لم تجد نفعا، ما زاد من معاناتهم اليومية.

 

مصالح البلديات في قفص الاتهام

 

وتعد بلديات كالكاليتوس وبئر مراد رايس وجسر قسنطينة من بين البلديات التي يعاني سكانها من هذا السيناريو الذي يتكرر في كل سنة، حيث يجتاح البعوض والذباب هذه البلديات منغصا حياة السكان، في وقت لم تتحرك فيه مصالح البلديات ومؤسسات النظافة المكلفة بتسيير هذه الأحياء من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لتقليل انتشار هذه الحشرات. 

فمن بين أسباب اجتياح هذه الأخيرة لمنازل السكان هو تلوث الأقبية الكائنة تحت العمارات، حيث تحصي ولاية الجزائر2000 قبو، أغلبها مغمورة بالمياه، وفي وقت سابق كانت شاحنات التبخير التابعة للبلديات تمر تقريبا بشكل يومي لتبخير الأحياء والشوارع والتقليل من هذه الحشرات، إلا أنها مؤخرا باتت نادرة الظهور وهو ما جعل الوضع يتفاقم في مختلف البلديات.

 

الأسر تخصص ميزانية مكلفة لمبيدات غير فعالة

 

نظرا لهذه الوضعة أخذت أغلب العائلات مسؤولية القضاء بنفسها على هذه الحشرات التي تدخل بيوتها عنوة، حيث تنتشر بالمحلات أنواع مختلفة من المبيدات الخاصة بإبادة الحشرات التي زاد الإقبال عليها من طرف كل من وجدوا أنفسهم بأمسّ الحاجة لذلك، بالرغم من غلاء أسعارها التي تتجاوز 200 دينار للعلبة، حيث تعود الجزائريون على تخصيص ميزانية خاصة بالمبيدات الحشرية مع كل صيف، إلا أنها لم تثبت فعاليتها في تخليصهم من أضرار تلك الحشرات، بل أنها أثرت عكسيا بسبب ما تخلفه تلك المبيدات من آثار صحية أهمها الأمراض الصدرية الخطيرة، فاستعمال قطع "الباستي" الخاصة بالبعوض باتت لا تقضي عليه وإنما تسبب حساسيات وأمراضا تنفسية لمستعمليها.

 

الذباب والبعوض حشرات ضارة تنقل أمراضا لجسم الإنسان

 

هذا ويعد الذباب والبعوض من بين الحشرات الضارة القادرة على نقل كميات هائلة من الجراثيم والطفيليات، حيث يؤكد الأطباء أنّ الحشرات الضارة بمختلف أنواعها قادرة على نقل ملايين الميكروبات والطفيليات لجسم الإنسان، ومن بينها حشرة الذباب التي تحمل الجراثيم من النفايات لتنقلها إلى الأغذية، بحيث تضع البيض عليها ليبتلعه الإنسان ويصل إلى أحشاء معدته على شكل ديدان خيطية تغزو الأمعاء وتمتص جميع الأغذية التي يتناولها الإنسان، ما يتسبب في تدهور صحته، فظهور مضاعفات خطيرة كالغثيان والشعور بدوار وضعف الجسم يدل على تواجد تلك الديدان بجسم الإنسان.

كما أنّ حشرة البعوض قادرة على نقل الأمراض الخطيرة من الحيوانات إلى الإنسان كالملاريا والتيفوئيد، وتعد فئة الأطفال والرضع هي الأقل مقاومة للجراثيم التي تنقلها هذه الحشرات وتكون أكثر حساسية لها، كما أن لدغات تلك الحشرات تتسبب في الإصابة بأمراض جلدية كظهور تقيحات على شكل بثور، تبدأ نتيجة تراكم الجراثيم والميكروبات بتلك المنطقة محدثة حساسية حادة بالجلد وبثور نازفة تحت الأنسجة الجلدية، خاصة أن أغلب الناس لديهم حساسية ضد لعاب البعوض ما يؤدي إلى تهيجات والتهابات تكون سببا في إصابة الفرد بحساسية حادة.

س. زموش 

 

من نفس القسم الوطن