الوطن

مساهل: الجزائر مفتاح تحفيز التعاون الصيني العربي

بكين حافظت على مرتبة الشريك التجاري الأول

مذكرة تفاهم لتسهيل دخول السياح الصينيين

 

أكد وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، أن محافظة جمهورية الصين، على مرتبة الشريك التجاري الأول للجزائر بمعدل سنوي يفوق 8 مليار دولار من إجمالي الواردات الجزائرية.

عبد القادر مساهل، وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، قال إن الجزائر تعد بحكم علاقاتها المتميزة مع الصين ودورها المحوري في العالم العربي فاعلا أساسيا لتحفيز التعاون الصيني العربي، وأوضح بأن العلاقات الجزائرية الصينية عرفت خلال السنوات الماضية نموا متسارعا تجلى في محافظة الصين على مرتبة الشريك التجاري الأول للجزائر بمعدل سنوي يفوق 08 مليار دولار أمريكي من إجمالي الواردات الجزائرية وإنجاز عدة مشاريع للبنى التحتية عبر ربوع التراب الوطني كما تم تسجيل دعم لافت للإطار القانوني للتعاون الثنائي بجملة من الاتفاقيات نذكر منها تلك الموقعة في مجال الفلاحة والصيد البحري وغيرها من القطاعات.

ونوّه الوزير بالجهود المشتركة المبذولة في مجال علوم وتكنولوجيا وتطبيقات الفضاء والتي توجت بالإطلاق الناجح لأول قمر صناعي جزائري للاتصالات (Alcomsat1) انطلاقا من الأراضي الصينية بتاريخ 11 ديسمبر 2017، حيث شكل هذا الحدث المتميز محطة هامة في تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، وبخصوص تبني الجزائر لمزيد من سياسات الانفتاح الاقتصادي لجذب المزيد من الاستثمارات في المستقبل، أوضح مساهل أن الجزائر اتخذت منذ تبنيها لنظام اقتصاد السوق في فترة التسعينيات عدة إصلاحات وتدابير لتحسين “مناخ الأعمال” وتحفيز الاستثمار الأجنبي، بالرغم من مرورها بفترة العشرية السوداء التي أثّرت سلبا على اقتصادها، وتواجدها حاليا في محيط إقليمي يتميز بعدم الاستقرار، فكما تعلمون، يبقى الاستقرار السياسي والأمني عاملا أساسيا لجذب الاستثمار أجنبي.

وقال الوزير إنه "بالإضافة للمزايا والفرص الاستثمارية الضخمة التي يتوفر عليها بلدي، نعمل في الجزائر على ضمان استقرار الإطار القانوني والتنظيمي في مجال الاستثمار قصد توفير رؤية واضحة للـمتعاملين الأجانب وإعداد خريطة لفرص الاستثمارات عبر التراب الوطني على نحو يوجّه ويحفز الـمرشحين لإنجاز الـمشاريع والحفاظ على مجموع المزايا الجبائيّـة وشبه الجبائيّة التي يقرّها قانون الاستثمارات، بما في ذلك الـمحفزات الخاصة المعتمدة لتشجيع الاستثمار في ولايات الجنوب والهضاب العليا والإبقاء على الامتيازات التكميلية الـممنوحة بموجب القانون وتطوير البنى التحتية عبر كافة التراب الوطني خصوصا السكك الحديدية والموانئ".

وبخصوص إمكانية لجوء الجزائر إلى الاستدانة الخارجية عبر صندوق خاص في إطار التعاون الصيني العربي والتعاون الصيني الإفريقي، نفى الوزير ذلك وأكد أن الحكومة الجزائرية خلال السنوات الأخيرة اعتمدت تدابير مالية خاصة بهدف الحفاظ على الاستقلال المالي للبلاد ومواصلة تمويل البناء الوطني، من بينها التسديد المسبق للمديونية الخارجية، إنشاء صندوق ضبط الإيرادات والتسيير الحذر لاحتياطات الصرف، كما قامت مؤخرا، عقب انهيار أسعار المحروقات في السوق العالمية، بإجراءات استثنائية كتحديد حصص الاستيراد عن طريق الرخص واللجوء الاستثنائي لطرق التمويل غير التقليدية.

وأشار إلى أن هذه التدابير تندرج ضمن خطة شاملة انتهجتها الجزائر قصد الخروج من التبعية لقطاع المحروقات وتعزيز الاستثمار في كافة القطاعات المنتجة للسلع والخدمات على نحو يساهم في رفع صادراتها وتنويعها بشكل محسوس، على المدى المتوسط، كقطاع الصناعة والزراعة والسياحة.

 

مذكرة تفاهم لتسهيل دخول السياح الصينيين

 

وردا على سؤال بخصوص التبادلات الإنسانية بين الجزائر والصين والمبادرات الجديدة التي تقوم بها الجزائر لتعزيز التبادلات الثقافية الثنائية، قال الوزير إن التبادلات الإنسانية الجزائرية الصينية عرفت منذ إرساء علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين سنة 2014 ديناميكية ملحوظة، تميّزت بإيفاد كل بلد لطلاب إلى البلد الآخر، التعاون في مجال تحسين الموارد البشرية من خلال تنظيم دورات تكوينية، التعاون بين الجامعات ومعاهد التعليم العالي والكتّاب والصحفيين، تنظيم التظاهرات الثقافية وتبادل الزيارات في هذا المجال والتواصل بين المنظمات الأهلية والشبابية بالبلدين، وغيرها من النشاطات.

وأفاد مساهل بأن “تعليم اللغة الصينية يحظى باهتمام خاص في الجزائر لاسيما وأنّ الإقبال عليها من قبل الشباب الجزائري يزداد من سنة لأخرى، كما تسعى الجهات المختصّة في الجزائر للترويج لبلادنا كوجهة سياحية لدى الصينيين، لاسيما وأنّ السلطات الصينية قد صنّفت الجزائر كوجهة سياحية معتمدة عام 2006، ولعلّ “مذكرة التفاهم في مجال تسهيل سفر أفواج السياح الصينيين إلى الجزائر” التي نحن بصدد التوقيع عليها، ستساهم في تشجيع المواطنين الصينيين لزيارة الجزائر واكتشاف مواقعها السياحية وتنوّعها الثقافي”.

محمد الأمين. ب

 

من نفس القسم الوطن