الوطن
تكلفة بناء القبور تصل لـ 8 ملايين سنتيم!
في صورة تكشف جشع من البنائين ورغبة في المفاخرة من أهل الموتى
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 09 جولية 2018
• عية: البناء فوق قبور الموتى حرام !!
وصل الالتهاب في الأسعار الذي مس كل شيء الآونة الأخيرة حتى قبور الموتى حيث بات يكلف بناء قبر في الجزائر حدود الـ 3 ملايين سنتيم ويصل حتى الـ 8 ملايين سنتيم وهي أسعار فاقت كل حدود المعقول.
إلى وقت قريب لم تكن تكلفة بناء القبور في الجزائر تتعدي الـ 6 ألاف دينار جزائري لكن في وقت ارتفع فيه سعر كل شيء لحق الالتهاب حتى لبناء القبور فأغلب البنائين باتوا يفرضون أسعارا خيالية على بناء القبر ويكون الأمر تبعا لشروط عائلة الميت وهو ما يكشفه العديد من بنائي القبور الذي ينشطون في الحرفة منذ سنوات.
حيث أكد هؤلاء لـ"الرائد" أن الأسعار زادت في الآونة الأخيرة بعد أن كانت في سنوات مضت لا تتعدى 6000 دينار حيث بات ثمن بناء القبور حاليا يتعدى 30000 دينار جزائري وهناك قبور يصل ثمن بناؤها الـ8 ملايين سنتيم حسب متطلبات أهل الميت والمواد المستعملة على غرار الرخام وحتى السيراميك وطلبهم إلحاق بعض التنميق على الشواهد وهو ما يكلف الكثير.
وقد كان المدير العام لمؤسسة تسيير الجنائز قد حمل المواطنين مسؤولية ارتفاع تكاليف بناء القبور لكونهم يفضلون اللجوء إلى الخواص بدلا من المؤسسة والتي تقدم أسعارا أقل 50 بالمائة من الخواص، حيث تضع المؤسسة صورا لقبور وتتراوح أسعارها ما بين 4 إلى 15 ألف دينار، بينما تتراوح أسعار الخواص من 15 ألف دينار إلى 8 ملايين سنتيم إذا كانت مصنوعة بالرخام.
وحول ظاهرة المفاخرة في بناء القبور وارتفاع تكاليفها اكد امس إمام المسجد الكبير على عية أن الدفن حق للميت يحفظه من الإساءة ويحفظ الأحياء منه وللقبر ضوابط وقيود جاء بها الشرع منها أن الأصل أن يرتفع بمقدار شبر فقط ليُعرف ويزار ولا بأس في الكتابة عليه مشيرا انه إذا كان القبر في مقبرة موقوفة على عامة المسلمين أو فئة منهم ولم يكن هنالك ضرورة تستدعي البناء عليه كخوف سرقة القبر أو نبش الحيوانات فيحرم البناء عليه لأن في ذلك تضييق على المسلمين وحرمانهم من مكان القبر لوجود البناء عليه وهذا معتمد في المذاهب الفقهية الأربعة.
وأشار عية في سياق متصل أن البناء على القبور المبالغ فيه والأضرحة العالية هو أمر غير جائز وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم لما فيه من تعظيم أهل القبور وكونه وسيلة وذريعة إلى أن تعبد هذه القبور وتتخذ مع الله تعالى ناصحا الجزائريين بعدم المغالاة والمفاخرة في بناء قبور مواتهم لأن ذلك محرم ومنهي عليه شرعا.
دنيا. ع
